ألف باء العولمة
ألف باء العولمة
عبد الرحمن أحمد حياني
وقائل في غبطة محمومةٍ..
بالعولمهْ خبيرْ ..
تعولموا .. تعولموا ..
يأتيكمُ الكثيرْ
إن عشتمُ في عالم معولم ..
فحظكم وفيرْ
تحظون بالقوت الكفاف ..
من فتات الأقوياء ..
دونما تأخيرْ
لا تتعبوا أنفسكم ..
بالكدح والتدبيرْ
إذ هكذا قد وجه الأميرْ !!
وتشربون الماء كالأطفال
بالتنقيط ..
بالتقطيرْ ..
بشراكمُ بعيشة ممرعة ..
فماؤكم غزيرْ ..
حسادكم كثيرْ
هواؤكم ..
سيصبح العداد فيه كالخفيرْ
لا تشهقوا ..
لأن في الشهيق إهدار الهواءْ
بل أدمنوا الزفيرْ
أنفاسكم معدودة ..
لا تسرفوا ..
إن تسرفوا ..
كان الجزاءُ دونما تأخيرْ
قطع الهواءْ عنكمُ ..
تعلموا التوفيرْ
والعاقل الذي يعجبنا ..
من بينكم ..
من يتقن التقتيرْ
خيراتكم ملك لنا ..
بل أنتمُ خدم لنا..
تسعون للتعمير
وبعد هذا اليوم ..
لن ترى عيونكم ..
إلا الفتاتْ ..
تلقى لكم ..
على شفير الهاويهْ
لا تزفروا ..
لوّثتم الأثيرْ
سَتمُرّ أيام عجاف بكم ..
وحسابكم سيكون بالنقير ..
والقطميرْ
فتمسكوا بالعولمهْ ..
وتزودوا من خيرها الكثيرْ
فالعصر عصر قوة ..
ولا حياة للضعيف ..
فكونوا أقوياءْ
إن أنتمُ فرطتمُ بالعولمهْ ..
تغشاكمُ السعيرْ ..
وتفقدون خيرها الوفيرْ
نار تلظّى ..
تحرق الذي يحاول التغييرْ
لا تعجبوا ..
لأن من يحاول التغييرْ ..
جرمه كبيرْ
أقولها صراحة :
ـ يا سادتي ـ
لا تفرحوا بالعولمهْ
فالعولمهْ .. وبالها خطيرْ ..
كالشر مستطيرْ
يا سادتي أغرتكمُ الأضواءْ
بهرتكمُ الألوانْ ..
بسحرها الأثيرْ
نسيتمُ تسلطاً ..
لا يرحمُ الكبير والصغيرْ
نسيتمُ الجحيمْ ..
أصليتمُ السعيرْ
شريعة الغاب التي ..
تعافها الوحوشْ ..
تعود من جديدْ ..
لعالم .. ببؤسه أسيرْ
لعالم .. قد ودّع الضميرْ
فالعصر عصر العولمهْ
ولا حياة للضعيف ..
لا مكان للفقيرْ
وأترك الكلامْ ..
نأياً عن الملامْ
فاللوم يا أحبتي ..
مآله خطيرْ ..
وجرمه كبيرْ ..
فالعصر عصر العولمه