يا ناسجا كفني بمغزل غدره
01آب2009
يحيى السَّماوي
يحيى السَّماوي
لـو كـنـتُ أدري مـا رَويْتُ نـصَـبَـتْ لماكَ ليَ الفِخاخَ فصادني حـتـى إذا بَـلـغَ الـهُـيـامُ أشدَّهُ وأقَـمْـتُ في صحراء وجْدي ناسكا ً وغـدوتَ مـنْ جَـفني خُلاصةَ حُلمِهِ ألـحَـدْتَـني حيّا ً وكلُّ جَريرتي (1) يـا نـاسِـجـا ً كفَني بِمِغزل ِ غدره ِ صَعَّرْتَ قلبَكَ لا الخدودَ وصَعَّرَتْ (2) وجـعـلتَ من ظهري لخنجر ِ غِيلة ٍ يـا نـاسِـجا ً كفن َ الهوى بجحوده ِ * * * خـوفـي عـلـيكَ وقد عُدِمْتَ مَثيلا جُـرحي خُرافيُّ النزيف ِ ولا دمٌ !ٌ(3) لـو يُـحْسِنُ السيفُ الهروبَ لفرَّ منْ الـمَـيْتُ أنتَ وإنْ مشيتَ على الثرى بـعـضُ الحياة ِ كما الردى .. ولربما مـن ألـفِ عـام ٍ و " المُلوَّحُ " بيننا إنْ كـنـتَ فـردا ً في الجحود ِ فإنني لـسـتُ الأسيفَ على وفائي َ .. إنني سـنـة وضِعْفُ الضِعْفِ أغرسُ لؤلؤاً مَـحَـضَـتْكَ أنهاري النميرَ وأوْقَفَتْ واسْـتـفْـرَدَتـكَ ربـابـتي للحونها ولـقـد شـكـوتُ إلـيـكَ لولا أنني أغـفـو فتُلحِفني الهواجسُ جَمرَها(6) فـأبَـيْـتُ إلآ أن أُصـارعَ مُـزْبدا ً * * * فـيـمَ اعـتِـذارُكَ ؟هـل أعادَ قتيلا هَـبْـنـي َعـفـوتُ فهل يُنيلكَ عفوَهُ لا تـنـتـظـرْ مـني شِراعا ً قادما ً جِـدْ غـيـرَ أحْـطابي لناركَ واتَّخذ واتـركْ مـنـاجلك َ الصديئة َترتعي لاتـخـشَ مـن غـضبي فإني كاظمٌ مـا كـنـتَ مسؤولا ً عن العمر الذي أنـا قـاتلي لا أنت َ .. كنتُ ضحيّتي سَـيّـجْـتُ دربَك بالضلوع ِ وسيّجَتْ أمَـخـالـبٌ لـلورد ِ ؟ أمْ أنَّ الندى الـمـاءُ بـيـن يدي فكيف جَفوتُه ُ الـصـبـحُ أعمى .. والنجومُ كفيفة ٌ * * * أمـضـيـتُ جيلا ً في الهموم ِ وجيلا خُـذِلـتْ طِماحي؟ ما جديدُكَ لامرئ ٍ سـتـونَـ أو كادتْ ولا زلتُ الفتى سـتـونـ أو كادتْ ولم أعرفْ بها عـفُّ الـسَّـريرة ِ والسرير ِ وبُردتي تُـغـوي فِـراشاتِ الربيع ِ أزاهري يـا نـاسَـجا ً كفني بمِغزل ِ غدره ِ: أنـا مُـبْـدِل ٌ بـجحيم ِ عشقِك جنة ً بـالـلـؤلؤ المغشوش ِ طينَ مروءة ٍ وبـسـوطِـكَ الـوحشيِّ هدبَ ربابة ٍ | غليلامـن كـأسِ عِـشْـقِكَ فانتَهَيْتُ عَـسَـلُ المَوَدَّة ِ في الصِحافِ الأولى وخَـبَـرْت َ قـلـبي حاسِرا ً متبولا دَنِـفـا ً .. وأرسَـلـتُ الفؤادَ رسولا ومـنَ الـخـشـوعِ الـذِكرَ والترتيلا أنـي جـعـلـتُـكَ لـلـجِنان ِ بَديلا ومُـشَـمِّـتـا ً بـيْ حاسِدا ً وعَذولا عـيـنـاكَ جـفـنا ً ناعِسا ً مكحولا غِـمـدا ً وأبْـدَلـتَ الوِصالَ رحيلا عَـتَـبـي عـلـيَّ .. حَسِبْتُه مِنديلا * * * فـي الـغـدر ِ لـو جئتَ الإله َ ذليلا أقـسـى الجراحِ : الغامضاتُ مَسيلا ! كـفّ ٍ تُـطـاعِـنُ صـاحِبا ً وخليلا غَنِجا ً.. وريقَ الوجنتين ِ .. أسيلا(4) عـاشَ الـقـتـيلُ مع الدهور طويلا حَـيٌّ يُـجـالسُ "عروة ً" و"جميلا"(5) أمـسَـيْـتُ فـي نَسَبِ الوفاء ِ قبيلا عـاهـدتُ ربـي أنْ أعـيش فضيلا صِـرْفـا ً.. وأجـني الشوكَ والعاقولا شـفـتـي عـلـيـك اللثمَ والتقبيلا نَـغَـمـا ً وكـنـت بـمعبدي إنجيلا أدريـكَ تـأبـى أنْ تـكـون عَدولا وأفـيـقُ مـذبـوحَ الـمُـنى مذهولا وأبَـيـتَ إلآ أنْ تُـزيـد َ سـيـولا * * * عـذرٌ ؟ كـفاني من هواك وبيلا !(7) شَـرفُ الـهـوى لمّا طعنتَ عليلا ؟ فـلـفـدْ غـدوتُ مُـضرّجا ً مشلولا غـيـري لـخـنجركَ الغدور ِ غَفولا بـحـقـول ِ أيـامي ضُحىً وأصيلا غـيـظـا ً.. كفاني بالسكوت ِ سبيلا أهـرقـتُ أو كـان الـهوى مسؤولا لـمّـا ظـنـنـتُـك َ صادِقا ً وبَتولا دربـي يـداكَ أسِـنَّـة ً ونصولا(8) أضـحـى لـهيبا ً والحمامة ُ غُولا ؟ وأتـيـتُ أنـهَلُ من هواكَ وُحُولا ؟ وأنـا ضـريـرٌ .. فـاطفئِ القنديلا * * * جَـلِـدا ًلـصـخر ِ الفاجعات ِ حَمولا عـاش الـحـيـاةَ مُطارَدا ً مخذولا ؟ وخـيـولُ عـشـقي لا تكفُّ صَهيلا لـلـغـدر ِ خـطـوا ً والرياء ِ مَقولا بـيـضـاءُ ردنـا ً حـاسرا ً وذيولا ويُـغـيـظُ كـأسـي سائغا ً معسولا بَـعَـث َ الـهوى قلبي فعاد بلولا (9) وبـشـوك ِ حـقـلِك َ سنبلا ً ونخيلا وبـكـهـفِ ودِّكَ روضـة ً وحقولا وبـرعـد ِ مـوسِمِكَ الكذوب ِ هَديلا | قتيلا
(1) ألحدتني : دفنتني
(2) تضمين من قوله تعالى " ولا تصعّر خدك للناس ... "
(3) المعنى مأخوذ من بيت لي من قصيدة قديمة هو:
أقسى الجراحات جرحٌ لا يسيلُ دما ً
وأصعبُ الحزن ِ حزنٌ ما له ُ سببُ
(4) أسيل : مليس
(5) الملوح عاشق ليلى ..وعروة عاشق عفراء ..جميل : عاشق بثينة
(6) تٌلحِفني : تُغطيني
(7) الوبيل : كل ما يتبعه سوء عاقبة .( الكلمة أصلا تعني : خشبة يُضرب بها الناقوس ، أو المدقّة أو العصا الغليظة التي تُضرب بها الملابس بعد غسلها )
(8) نصول : جمع نصل رأس السهم
(9) بلول: شفي وتعافى