سأسكب فوق الجرح ملحا وأنتظر
25تموز2009
الطاهر إبراهيم
سأسكب فوق الجرح ملحا وأنتظر
الطاهر إبراهيم *
وقـالـوا أحـقـا قـد سلوت لـقـد كـنـتَ صبا مستهاما بموطنٍ أيـوم وجـدتَ الـعيش سهلا بغربةٍ لـعـل بـريق المال أعشاك فامّحت * * * ألا أيـهـذا الـلائـمـي في محبتي حـنـيـنـي لأوطاني وإن لم أبحْ به وحـبـي لها أوهى الفؤادَ فما امّحت وكـل بـلاد الأرض عـاريةٌ عندي * * * فـكـيـف أصيحابي السبيل لموطني وهـل يـقـبل الإنسان يحيى منعما فـكـل بـلاد العرب أهلي وعزوتي * * * فـيـا لائـمي أَنْ كنت أرفض عودةً وهـل يرفض الإنسان أرضا وموطنا ولـكـنـه لا شـك يرفض أن يرى عـلـى أنني إن عدت لا آمن الأذى * * * ويـوم أتـونـي قـد أحاطوا بدارتي لـقـد غـصبوا داري وما وجدوا بها ولـولا بـقـيٌّ مـن حـياة أعيشها * * * تـسـلـلـت في جنح الظلام مهاجرا فـيممت شطر الغرب والشرق أبتغي تـخـفـيـت دهـرا خائفا، لا إقامة * * * إذا كـنـت أحـيـا فـي بلاد شقيقة ولـكـنْ شـكـرنـا أن نعمنا بأمنها وتـبـقـى بـلاد الشام أرضا عزيزة ولـسـت الـذي اخـتار البعاد وإنما لـقـد مـنـعـوني أن أعيش بشامنا ولـيـس لـذنـب يـمنعوني وإنما فـلا الـعيش ميسور ولا الأمن سائد * * * يـقـولـون اذهب للسفارة واعترف فـتـكـتـب تقريرا بصحب عرفتهم ومـاذا فـعـلـنـا كـي نقدم عذرنا ولـسـت ألـوم الـبعض عما أراده أأمـنـع مـن دار تـوارثـها أهلي سـأسـكب فوق الجرح ملحا وأنتظر | مرابعادرجْـت بـهـا طفلا وغادرتها عـشقت به الوديان والوعر والسهلا. تـنـاسيت أرضا كم حفيت بها طفلا. مـن الـذهـن أوطـان تبوأتها قبلا. * * * بـلادي الـتي آوت مرابعُها الأهلا. أضـرّ بنفسٍ تعشق القرْبَ والوصلا. تفاصيل عمرٍ يرسم الأصل والفصلا. ولا يـدفـئ العريانَ ثوبٌ وقد أبلى. * * * وقد أشرعوا من دونه السهم والنصلا. ومـوطـنه جدْبٌ وقد حصد المحلا. ولـكنّ أرض الشام في ناظري أحلا. * * * إلـى أرض آبائي وأنْ أجمعَ الشملا. وصـحـبـة أقـران نعمنا بها قبلا. نـهـايـتـه في أرضه رجلا هملا. فـأسـجـن حيا، أو أذوق بها القتلا. * * * فـأرعب من في البيت إذ أدلجوا ليلا. وعـاثـوا فسادا في الأثاث وإن قلاّ. لـكـان يـقال اليوم: يرحمه المولى. * * * إلـى الله أرجـو في معيته الوصلا. مـلاذا أقاسي البرد والشوك والوحلا. تـطـمئن أهلي، أستطيع بها الشغلا. * * * فـمـا زلـت أدعى أجنبيا بها جهلا. ومن يشكر المعروف قد حمد المولى. علينا فأنعم بها أرضا وأنعم بها أهلا. وجودي هو الممنوع في بلدي أصلا. وكـانت لنا دارا وكانت لأجدادنا قبلا. بلادي غدت مخطوفة في أرضها فعلا. فلا يجرؤ الإنسان -من بطشهم- قولا. * * * لدى حارس الأمن الذي يعرف الحلا. وتندم عما كان منك وما لم يكن أصلا فـلا -وإلـهِ الـكون- أقبل ما يُملى. ولـكـنْ! وعـذرا إن أنفت به حلا. ويـغـصـبها غيري وليس لها أهلا. وإن مـت قد أعذرت أن أقبل السفلى | كهلا.
* كاتب سوري معارض يعيش في المنفى وعضو جبهة الخلاص الوطني