حكاية إلى ياسمين دمشق
حكاية إلى ياسمين دمشق
ابن الفرات العراقي
[email protected]صـوتٌ مـن الامـس البعيد تدفـّقا
حـلـم يـكـحـلـني نهير صباحه
ومـسـافـتـي زمـن سحيق بدؤها
والـروح تـفـترش الجراح وسادة
سـفـري ابـتدا لونت سود نجومه
كـم كـان يـنـبت في دمي اغراؤه
فـتـقـاسمت مدن الرحيل مواسمي
آتٍ نـهـاراتـي تـسـابـق ظلها
قـد جـئـت يـحملني جناح تلهفي
اشـواق روحـي انـهـر ٌ مـنسابة
هـذي الـتـي سبحت بروحي لهفة
هـذي دمـشـق دروبـهـا حاراتها
يـامـا لـهـا تـاقت بشوق اعيني
عـطـر تـنـاسل قد شممت اريجه
هـذي دروب الامـس وارفة المدى
فـهـنـا ربـايـا قـاسـيون تحفنا
والـجـامـع الامـوي سـفر حكاية
ودم الـقـنـيـطرة الذي لم ينقطع
وجـنـيـن رمز حصونها لما تزل
وامــيـة آثـارهـا وقـلاعـهـا
لـلـفـتـح بـاب سـطرت آياته
حـلـم مـرايا الروح يغري داخلي
بـالامـس كـان شـواطئا سحرية
وسـقـى لاعـراقـي مـياه مواجد
مـغـمـورة واحـات لـيل دروبه
والـيـاسـمـيـن توشحت بعبيره
فـجـرى انهمارا في الضلوع ببوحه
هـي ذي دمشق هواؤها انغمست به
سـاحـاتـهـا .احـياؤها. واوانس
اعـطـارهـا تـنـسـل خيط اناقة
فـصـبـاحـهـا في ليلها ومساؤها
فـانـعـم بـها يا قلب واهنأْ لحظة
فـجـراح قـلـبـك حـفل بنزيفها
مـنـهـا نـسجت شهيق انّات الملا
يـامـا سكبت على الطروس مدامعا
ووقـفـت فـي سـوح الجهاد مؤلبا
ونـظـمـت حـرفك للزمان رواية
عـش لـحـظة فجميع عمرك غربة
واطـلـق عـنان الشعر منك مخلدا
ودّع سـحـابـات الـظـلام لبرهة
يا ابن الفرات حططت رحلك فاسترحفـنـمـا ارتعاشا في العروق واورقا
الـقٌ .بـه هـمـس الـعـبير تالقا
فـيـهـا طـوافـي شبَّ في واغدقا
جـرداء الا مـن بـصـيص ٍاشرقا
مـلاى بـرائـحـة الـدمار تحرّقا
عـبـق الـبنفسج في الجفون مؤرَّقا
واسـتـوطـن الاغراب قلبا مرهقا
ومـرارة عـطـشـي يـفزّ تشوّقا
غـردا عـلى غصن المواجع زقزقا
بـدمـي .ومـنـها الف وحي ابرقا
وتـوهـجـت وبـهـا التدلل صفقا
فـيـهـا الـفؤاد على الخيال تعلقا
ولـهـا تـشـوّف خـاطري متانقا
يـهـمي . فاينع في الضلوع واغرقا
فـانـعـم بـهـا ان الـمراد تحققا
بـجـلالـهـا .وبـها الجلال تعملقا
مـا زال تـيـاهـا هـنـا متخندقا
لـلان يـحـكـي لـلشباب الملتقى
وقـوافـل الـشـهـداء ميلاد اللقا
تـروي زمـانـا لـلـبطولة مغدقا
وخـيـول خـالد حطمت ما استغلقا
وبـهـا تـلـمـلـم رمله مستغرقا
وعـلـى الضفاف ربا الحنين وفتقا
فـتـغـلـغـلت لهفا .وفيّ تشرنقا
فـيـهـا بـنـفسجها يضوع منسقا
بـردى . وراقـص شاطئيه مرقرقا
مـطـرا .وسـامر ما بصدري أُغلقا
روحـي .نـداه كسى الشعور ونمقا
دلا تـغـازل لـلـدلال ومـا ارتقى
رفـافـة . لـيـلاتـه تـرفـا لقى
طـرق .وفيها السحر ابهى ما انتقى
وانـس الـجـراح وكل انواع الشقا
وبـهـا جـنـاح الـخلد حولك حلقا
شـعـرا . وكنت بها الطليق الاليقا
وصـنـعت من عبق البطولة خندقا
تـرمـي شـواظ الـنار فيمن لفـّقا
وحـكـيـت ابـهـى ما يقال تعمقا
مـنـهـا الـشعور بما يعانيه استقى
لـهـمـوم شـعبك .فالبقاء لمن بقى
فـعـسى لمابك مَنْ يكون مرتـّقا ؟
يـومـا .ولـملم نزف روحك مشفقا