حزب الاستدمار سوسة الوطن

عبد الله ضرَّاب - الجزائر

[email protected]

عرفت الجزائر في تسعينيات القرن الماضي عشرية سوداء ، احلولكت فيها الفتن ،واشتدت فيها الأرزاء والمحن ، حيث أتلفت الأملاك بحقارة ، وأريقت الدماء بغزارة ، وانتهكت الأعراض جهارا .

تلكم لاشك مصائب قاصمة ، لكن الأشدّ منها والأنكى هو إلحاقها بالإسلام ونسبتها إليه ، لقد حاولت جهات معروفة بتعلقها بالكفار وحنينها إلى أيام الاستدمار أن تحمل الإسلام والعروبة مسؤولية ذلك الدّمار في خطة محبوكة من اجل القضاء على الصحوة الإسلامية في مهدها بعد أن أينعت فسائلها في ثمانينيات القرن الماضي وبدأت الأمة تتذوق حلاوة الإيمان ، وتتشوف إلى حياة تحكمها تعاليم الإسلام على مستوى الأخلاق والأسرة والمجتمع والدولة والاقتصاد ... لان العودة إلى هدى الإسلام تعني تجفيف المنابع لأرباب المصالح القذرة ، الذين لا يغزر صيدهم الا في المستنقعات العكرة ، فتحالفوا مع الصهيونية العالمية من اجل كحق تلك الفسائل ، وإبعاد الناس عن تلك المبادئ والفضائل ،فكان ما كان من مذابح وفضائح ، وانتهاب للأرزاق ، وتدمير للأخلاق ، باسم الدين الإسلامي الحنيف ، دين الحق والعدالة والرحمة والسلام وكرامة وحقوق الإنسان ، وقداسة الأرواح والأعراض .

وقد حبكت الخطة حبكا حيث يتوارى فيها المعتدي الفاتك عن الأنظار ، ويتحمل الضحية البريء مسؤولية المذابح والدمار ، فتبدو تلك الأحداث المأساوية الإجرامية للعيان كأنها صراع ذاتي في الجسم الإسلامي او انتحار ، فأساس الخطة ضرب الإسلام بالمسلمين ، وبعبارة أوضح اتخاذ أبناء المسلمين الجهلة المحرومين كأدوات لتنفيذ مخططات التحالف الصليبي الصهيوني ضد الإسلام والمسلمين ، وقد نجحت الخطة نجاحا كبيرا بسبب غفلتنا وخلافاتنا وتعلقنا بالحظوظ الفانية وعدم الإخلاص لله عز وجل .

ونشوة نجاح الخطة جعلت زبانيتها يعممونها لتكون خطة عالمية في محاربة الإسلام والمسلمين فأنشئت (القواعد) وتوسعت المكائد .

وهذه القصيدة تبرئ الإسلام من آثار ودمار تلك الخطة الماكرة  الآثمة ، والتهمة السافرة الظالمة ، وتصف الوضع في الجزائر في سنوات المظالم والمجازر ، حين كان الضعيف يضام ، والشريف يسام ، والبريء يلام ، فيقاد إلى دياجير الفقد من المنام ، ولولا ان الله عز وجل انعم على الأمة برئيس حكيم همام ، أوقف نزيف الجنائز ، ونحيب العجائز ، بقانون المصالحة والوئام ، لانقرض الشرفاء ولعم الحطام .

فهل يعمم من الجزائر هذا الدواء كما عمم ذلك الداء فيتوقف نزيف الارواح والدماء ؟؟؟

يَا سَائِلاً عن نَكْبةِ الوَطَنِ المُعَنَّى لا تَسَلْ

هَامَتْ بِهِ هُوجُ الخُطُوبِ فَأَطفأتْ فيه الشُّعَلْ

فالشَّعبُ يَمْخُرُ في الوَغَى

والحُكْمُ يَخْبِطُ في العِلَلْ

والمَوْكِبُ المَعطوبُ يَمضي في متاهاتِ الزَّلَلْ

مُسْتَحْمَقاً ، مُسْتَغْفَلاً

تَبًّا لشعبِ المُعجزاتِ إذا نَكَلْ

أسفاً على وَطَنِ الكرامةِ والفِدَا

قد كان رَوْضاً للسَّعادةِ والجَذَلْ

أعوامُهُ الأولى انقَضَتْ عَسَلِيَّةً

كانتْ مَرايا للسَّذاجةِ والخَبَلْ

حَطَّتْ بِوادِيهِ الهُمومُ وفَرَّخَتْ

واسْتَوْلَدَتْ  حُمَّى التَّقَهْقُرِ والفَشَلْ

وأُرْغِمَ الشَّعبُ الضَّرِيرُ بأنْ يَرَى

رَكْبَ الخِيانةِ ماكِثاً لم يَرْتَحِلْ

يا أيها المُزْجى إلى اللَّحْدِ التَفِتْ

مِشْوارُ مَجْدِكَ عَاثِرٌ لَم يَكتَمِلْ

فارجعْ إليه مُكَفَّناً وَمُحَنَّطاً

واقلعْ مخالِبك التي أدْمَتْ مَآثِرَكَ الأُوَلْ

واخلَعْ سُباتكَ فالبلادُ زَرِيبَةٌ

قد يُعْتلَى فيها الأصيلُ إذا غَفَلْ

انظرْ ففي شَرْعِ السِّياسةِ لَعْنَةٌ

الكفرُ باتَ مُبَجَّلاً

والحقُّ يُنعَتُ بالتَّخلُّفِ والخَبَلْ

لا تَتَّبِعْ إلا دليلكَ في الوَرَى

فكلُّ دَرْبٍ غير دينكَ مُنتَحَلْ

حطِّمْ قُيودَكَ وانطلقْ

ما صانَ إرْثاً من توانى أو جَفَلْ

جَرِّدْ يَراعَك وانتفِضْ

فالوضعُ أضحى نُكتَةَ عند المِلَلْ

انفضْ غُبارَ الذُّلِّ عن عِزٍّ ذَوَى

سَدِّدْ خُطاكَ إلى العُلَى

عانقْ عُطارِدَ أو زُحَلْ

لا تَيْأسَنَّ وإنْ نَبَا السَّيفُ الكَلِيلُ وإن عَطَلْ

فاليأسُ جَلاَّدُ المُنَى

والصَّبرُ جَلاَّبُ المِنَنْ

داءُ العَمالةِ قد تَغَلْغَلَ في الذُّرَى

فاطرحْ وِسامَكَ بالزَّبالةِ يا بَطَلْ

واصْدَعْ بِمَقْتِكَ في الأُلَى زَرَعُوا الأسَى

أهلُ السَّفاهةِ والخيانَةِ والدَّجَلْ

رَهَنُوا المشاعِرَ والمكاسِبَ للعِدَى ... وَاسْتفْتَحُوا

أن سَبِّحُوا باسْمِ( الأَفَامِي) ذي الجَلَلْ

قالُوا اطْعَمُوا لَحْمَ الحَمِيرِ

أوأطْفئُوا حَرَّ المَجَاعَةِ بالغَزَلْ

وأَبِّنُوا القتلى الذينَ تَزَاحَمُوا على المَقابِرِ بالغِنَاءِ

وبالدَّعارَةِ  في هُبَلْ

وكَفْكِفُوا دَمْعَ اليتامَى والأيامَى بِالمُنَى

وعَلِّلوهُمْ بالشَّحاذةِ في الدُّوَلْ

داسُوا على قَبْرِ الأميرِ ودَنَّسُوا دَمَ الشَّهيدِ

وجُرْحُ أمِّه شاخِبٌ لم يَندَمِلْ

وتظاهَرُوا على الخيَّانةِ وانبَرَوْا

يَتْلُونَ في الضَّحَوَاتِ آياتِ الخَطَلْ

يا أيُّها النَّاس اركَعُوا لابْنِ (الإليزي)

فابنُ( الإلِيزِي) إلهكم منذُ الأزَلْ

لا تَقتَفُوا آثارَ قَوْمٍ عانَدُوا

وَصَلِّحُوا ذاكَ الخَلَلْ

وَبَرِّئُوا (دُوقُولَ) من فَتَكَاتِهِ

واسْتغفِروهُ من الجهادِ وما فَعَلْ

عيدُ التَّحَرُّرِ وَقْفَةٌ دَمَوِيَةٌ

أبعزَّةِ الإرهابِ كُنَّا نَحتَفِلْ

مَجْدُ الجزائرِ قِصَّةٌ هَزْلِيَّةٌ

مَعاَذَ (ماسيو) أن نُقيمَ على الهَزَلْ

والذَّوْدُ عن إرْثِ الجُدودِ جَريمةٌ

من قال ديني أو لساني يُعتَقَلْ

أسفاً عليكَ فما بيدِّك حِيلةٌ

في عالمٍ يهوى الخبابَةَ والحِيَلْ

أسفاً عليك فما لِمثلِك قيمةٌ

في مَجْمَعٍ عَقَّ الأصالةَ والمُثُلْ

مَسَكَتْ زِمَامَهُ طُغْمَةٌ فَتَّانَةٌ

قَلَبتْ به ظَهْرَ المِجَنِّ على عَجَلْ

أبناء(ماسيو ) يا لِحَسْرَةِ شَعبنا

شلُّوا خُطاهُ ودَحْرَجُوه إلى الزَّلَلْ

عَصَفُوا به مُنذُ ارْتَمَى

وَجَرَّعُوهُ من الخنا حتَّى ثمِلْ

اسْتعْطَفوهُ كالإمَا لَمَّا اسْتَشَاطَ به المَلَلْ

اسْتَحْمَقُوا اخْتِيَارَهُ لَمَّا اصْطَفَى نَهْجَ الرُّسُلْ

اسْتَغْفَلُوهُ فأبْعَدَُوهُ عن الزِّمامِ وقد وَصَلْ

اسْتَكْرَهُوا فِتيَانَهُ حتَّى اسْتَقَرُّوا في الجَبَلْ

هَدُّوا المَصَارِفَ والمصانِعَ جَهْرَةً واسْتَصْرَخُوا

يا شعبٌ إرهابٌ حَصَلْ

حَزُّوا رُؤوسَ النَّائِمينَ شَماتَةً وَتَصَايَحُوا

يا شعبُ إرهابٌ فَعَلْ

سَفَكُوا دِماءَ الهارِبينَ من الهَوانِ وأنْشَدُوا

يا شعبُ إرهابٌ قَتَلْ

فالشَّعبُ إرهابٌ قَتَلْ ، والشَّعْبُ إرهابٌ قُتِلْ

والشَّعبُ يَبقَى عن عُرَى تلكَ الدَّسائِسِ في شُغُلْ

              

*** مابين قوسين أسماء لأشخاص وأماكن فرنسية معروفة (والافامي) هو صندوق النقد الدولي، وسيلة اليهود الصهاينة للسيطرة على شعوب العالم بالربا الفاحش .