رثاء مَنْ
06تشرين22004
فيصل الحجي
رثاء مَن *
شعر :فيصل بن محمد الحجي
إذا أنْت غادَرْتَ الحَياة َ أتيْتَ إلى الدُّنْيا فَقِيراً .. فلَمْ تجُدْ شَبيهان ِفَي المَنْحى .. فَقدْ حَجَبَتْ يَداً بَلى .. إنهُ أعْطى وَ قاسى لأجْلِها وَظنَّ بأنَّ الزَّرْعَ فِيها حَصَادُهُ وَقدْ كانَ ذا عَقل ٍ.. وَلكِنَّ عَقلهُ زَخارفُ لمْ تترُكْ لِذي اللبِّ لبَّهُ فيا تاركَ الدُّنيا وَ في النفس ِ حَسْرَة حَصادُ المَوْتِ.. فانحَصَدَتْ بهِ ندِمْتَ.. وَ ما نفعُ الندامَةِ بَعْدَما أ لمْ ترَ عَيْناكَ الذينَ توارَدوا وَ قدْ كُنتَ تمْشِي في الجَنازةِ شاهِداً ألمْ تبْصِر ِالعَيْنان ِ ذلِكَ.. أمْ طغى لقدْ خابَ مَنْ دَسَّى .. وَقدْ فازَ مَنْ زكا فهَذا لِعِصْيان ٍ وَهَذا لِطاعَةٍ وَ هَلْ تعْدِلُ الدُّنيا جَناحَ بَعُوضةٍ؟ وَلوْ كانتِ الدُّنيا جُماناً وَ جَوْهَراً وَما لكَ في الدُّنيا؟ أتطلبُ مَنصِباً؟ وَما لكَ فِي الدُّنيا؟ أتبْغِي بها غِنىً وَما لكَ فِي الدُّنيا ؟ أتطلبُ لذّة ً؟ وَما زينة ُ الدُّنيا وَما شَهَوَاتها أَلمْ تسْمَع ِ الآياتِ قالتْ لِخائِفٍ : وَ فِرَّ إلى اللهِ الذي مِنهُ جاءَنا فمَنْ كانَ يَسْعى لِلسَّعادَةِ وَ الهُدى نبيٌّ دَعا للخيْر ِ صِرْفا ً.. وَ دَلنا وَ كُنْ مُسْلِماً : قوْلاً وَفِعْلاً وَفِكْرة ً تفزْ بجنان ٍ لا نظِيرَ لها غداً نَعِيماً عَدِيمَ المِثل ِ.. لاالعَيْنُ أبْصَرَتْ هُنا الحُورُ.. لاتحْظى النساءُ بحُسْنِها هُنا المُلكُ.. لامُلكُ الّذي اغتالهُ الفنا هُنا المالُ .. بالأقدام ِ تعْلو زَبَرْجَداً هُنا العَيْشُ .. لا هَمٌّ وَ خوْفٌ وَ ذِلة ٌ وَشَتانَ ما بَيْنَ الفرادِيس ِ وَاللظى يَوَدُّ طريحُ النار ِ لوْ أنهُ نجا فتعْساً ًلِهَذا المَيْتِ مِنْ بَعْدِ ما غوَى وَليْسَ لهُ مُنج ٍ سِوى رَبِّهِ إذا * * * هُوَ المَيْتُ.. بَلْ قلْ : أنتَ بَلْ إنهُ أنا |
مُجَرَّدا
|
فَِقدْ جِئتَ طِفلاً عارياً مُتجَرِّدا عَلَيها بخَيْر ٍ كَيْ تُطالِبَها غدا ..! لأنَ أخاها لَمْ يَمُدَّ لها يَدا ..! وَخاصَمَ كَيْ ترْضى .. وَجاوَزَ واعْتدى وَفِيرٌ.. وَأنَّ العَيْشَ باق ٍ لِيَحْصُدا سَباهُ زُها الدُّنيا فما أبْصَرَ الهُدى تتِيهُ جَمالاً .. كَيْ تغرَّ وَ تفسِدا عَليْها.. فلمْ تبْلغْ بلذتِها المَدى أمَان ٍ توَخاها الحَزينُ لِيَسْعَدا رَحَلتَ.. وَ أبْصَرْتَ اليَقِينَ المُؤَكَّدا؟ إلى القبْر ِ..لمْ يُخلِفهُمُ المَوْتُ مَوْعِدا وَ مَنْ شَيَّعُوا: ذاكَ المَصِيرَ المُؤكَّدا عَلى العَيْن ِ وَهْمٌ كَالظلام ِ تلبَّدا فسُبْحانَ مَنْ أعْطى وَسُبْحانَ مَنْ هَدى (لِكُلِّ امْرىءٍ مِنْ دَهْرهِ ما تعَوَّدا) وَ لوْ عَدَلتْ لمْ يَرْزُق ِ اللهُ مُلحِدا لما عَدَلتْ بَعْضَ النعِيم ِ المُحَدَّدا وَما يَنفعُ المَدْفونَ إنْ كانَ سَيِّدا؟ وَهَلْ يَبْتغِي الأمْواتُ مالاً وَعَسْجَدا؟ وَما قِيمَة ُ اللذاتِ إنْ جَاءَكَ الرَّدى؟ سِوَى الآل ِ لمّا لاحَ.. ثمَّ تبَدَّدا ألا فالتزمْ دَرْبَ الأمان ِ المُمَهَّدا؟ نذيرٌ.. لِيَهْدِيْنا الطريقَ المُسَدَّدا فلا يَتبعْ إلاّ النبيَّ مُحَمَّدا عَلى اللهِ : فالزَمْ فِي الحَياةِ التشَهُّدا وَحافِظ ْ على التقوى وصاحِبْ مَن اهْتدى وَ تلقَ نعِيماً في الفراديس ِ سَرْمَدا وَ لا سَمِعَتْ أُذْنٌ .. ولاالوَهْمُ جَسَّدا وَلا الحُسْنُ يُطغِيها لِكَيْ تتمَرَّدا قدْ اغترَّ بالدُّنيا فصالَ وَعَرْبَدا وَ تِبْراً وَ يَاقوتا ً وَ دُرَّاً وَ عَسْجَدا وَلا ألمٌ يُؤذي ولا الفقرُ نكَّدا وَقدْ ألهَبَ الجَبَّارُ ناراً وَ أوْقدا وَبالمال ِ وَالأهْلِينَ طرَّاً قدْ افتدى وَضَلَّ عَن النهْج ِ القويم ِ وَما اهْتدى تغمَّدَهُ بالعَفو ِ فِيمَنْ تغمَّدا * * * أنا المَيْتُ.. وَالآمالُ قدْ ذهَبَتْ سُدى |
!
* من ديوان دموع الرجال الماثل للطبع.