العرب في الميزان
23أيار2009
صالح محمد جرار
صالح محمد جرار/جنين فلسطين
قَـدْ عَـزَّ الـعُـرْبُ عـاشـوا الـقُـرآنَ بمدرسةٍ وبَـنَـوْا مِـن بَـعْدِ رسولِهِمُ عـاشـوا لـلـحقِّ بلا طمعٍ فـأنـارَ الـكـونُ بمشْعلِهِمْ وَمَـضَـوْا والـعِـزُّ يُظلِّلُهُمْ * * * وأتـى مِـنْ بَـعْـدِهِمُ خَلْفٌ نـحـروا الأخلاق وما وَرِثوا فـرِحَ الـشـيطانُ بهم جذلاً نـصَـبَ الأشـراكَ مُطَعَّمةً مـا أبـقـى مَـعْصيةً إلاّ... فـتراهمْ في لهفٍ يَجْــــ سـقـطـوا في ذُلِّ معاصِيهمْ * * * وتـسـلّـط حُـكّـامٌ مِـنْهُمْ رفـضوا عِزّاً، رفضوا مجداً شـنـقـوا العلماءَ "وَسيّدَهُمْ" وأشـاعـوا الفُحْشَ بموطِنِهِمْ فَـتـرى ضُـلاَّلاً قَدْ عاشوا * * * أَرَأَيْـتَ رُعـاتَـك يَا وطني فـقـدوا الإحـساسَ بمكرمةٍ قـد مـاتَـتْ فـيهم نخوتُهمْ قـد بـاعوا الشّعْبَ بشهوتِهِمْ بل باعوا الصخرةَ والأقصى حـتـى بِـتْرولُكَ يا وطني * * * صَـرَخـاتُ الأقصى يسمعُها ورمـالُ الـبـيـدِ تُـردّدُها والـنِّـيـلُ بمصرَ وجارتِها ومـآذنُ فـي أمَـمٍ شـتّـى * * * صَـرَخاتُ الأقصى قد بَلَغَتْ لـكـنْ صَـرَخاتُك يا أقصى لـكـنْ صَـرَخاتُكِ يا قُدْسُ * * * وَسِـنـيـنٌ فـي ذُلٍّ مَرَّتْ سَـمَّـوْهـا الـنكسةَ!! ليتهُم لــو ذاتُ سِـوارٍ آذَتْـنَـا لـكـنَّ أراذلَ دُنـيـانـا.. فـالـوَيْـلُ لـنا إن طال بنا * * * مـاذا سـنـقـولُ لـبارئِنا عـهـد الإيـمـانِ نَـقَضْنَاهُ أسـبـاب الـنصر تركناها حـرم الإسـراءِ خـذلْـنـاهُ لُـطْـفـاً يـا ربِّ بـأقْصانا واغـفـرْ يـا ربّ معاصينَا فـلـعـلَّ الـرحـمةَ تُدْرِكُنا ونُـعـيدَ "صلاحاً" أو "عُمَراً" ونـعـيـشَ بـسؤددِ إسلامٍ ونـنـيـرَ الـعـالـمَ ثانيةً فـنـعـيـشَ الـسَّعْدَ بِدُنْيانا | بإيمَانِمِـنْ بَـعْـدِ الـذُّلِ زَكّــاهـا رَبُّ الإنـسـانِ مـجـدَ الإسـلامِ بـإحسانِ إلاّ مَـرضـاةَ الـرَّحـمـنِ مِـنْ بَـعْـدِ ظـلامِ الأزمانِ فـالـعِـزُّ لـواءُ الإيـمـانِ * * * لَـفُّـوا الأمَـجـادَ بـأكفانِ مِـنْ هَـدْيِ الإسـلامِ البانيِ مـا أخـبـثَ كـيدَ الشيطانِ كـالـطُّـعْـمِ لصَيْدِ الجُرْذانِ أهـداهـا ريـشـةَ فـنّـانِ ــرُوْنَ وَراءَ الشهوةِ والفاني فَـمُـنُـوا بـأشـدِّ الخُسْرانِ * * * وهـمُ أعـلامُ الـبُـهْـتـانِ يَـبْـنـيـهِ الـصِّيدُ بِفُرْقانِ وأرادوا سَـحْـقَ الإيـمـانِ فَـأمـاتـوا هِـمَّـةَ شُـبَّانِ عَـيْـشَ الـقُـطْعانِ لِذُؤْبانِ * * * فـأولـئـكَ وكْـرُ الـعُدْوانِ ومُـنُـوا بِـفَـسادِ الوِجْدانِ مِـن بَـعْـدِ سُقوطِ الأركانِ وكــذا الأوطـانَ بـرنّـانِ وكـذلـك دِرْعَ الـجَـوْلانِ فَـأَراهُ جَـنـاحَ الـعُـدْوانِ * * * شـعـبٌ فـي الشامِ وبغدانِ وكـذلـك مـوجـةُ تطوانِ أدري بــحـرارةِ ظـمـآنِ قـد تَـدْري كـيـدَ الشيطانِ * * * أَسْـمـاعَ الـقاصي والداني لـم تَـبْـلُـغْ قـلبَ الإيمانِ لـمَ ْتَـلْـمِسْ سَمْعَ الشُّجْعانِ * * * ونـزيـفٌ بـالـحَرَمِ العاني سَـمَّـوْهـا عـارَ الأزمـانِ لـوجـدْنـا أعـذارَ ألوانيِ هـم سـامُـونـا ذُلَّ العاني نـومٌ فـي وجْـهِ الـطّغْيانِ * * * فـي يـومِ الـديـنِ وحُسْبانِ فَـنَـسَـفْـنَـا أُسَّ الـبُنْيانِ فـسـقـطْنا صرعى ميدانِ فـرمَـوْهُ بـنـارِ الأضغانِ لـطـفـاً يـا ربِّ بـفتيانِ وأَعِـشْـنـا نـهـجَ القرآنِ فـنـجـدّدَ عـهـدَ الإيمانِ فَـنُـطَـهّـرَ قُدْسَ الأوطانِ ونـجـاهـدَ كـيـدَ العُدْوانِ ونـكـونَ الـقـلبَ لِعُمْرانِ ونـفـوزَ بـجـنّةِ رضوانِ | لأوثـانِ