هوامش :
1الندوي : هو سماحة الشيخ العلاَّمة أبو الحسن الندوي ( يرحمه الله ) .
2(الهاشمي ) : هو الأديب الدكتور : محمد عادل الهاشمي ( يرحمه الله ).
3هو الأديب الدكتور : عبدالباسط بدر ( يحفظه الله ) .
4 هو الأديب الدكتور : مصطفى هداره ( يحفظه الله )
تحيَّةُ الأدبِ المعطاءِ للنُّجبِ =الراكلينَ غثاءَ الزيفِ والرِّيبِ
الحاملين لواءَ الكلْمِ ذا حللٍ =من الوفاءِ لدينِ اللهِ في الحقبِ
المؤمنين بما توحي عقيدتُهم =من غيرِ ما عبثٍ بخسٍ ولا صخبِ
نديَّة بالهدى أقلامُهم فيدٌ =تملي عليها الحِجى من رائعِ الأدبِ
وذي خطاهم على نورِ البيانِ هفتْ =فأذهلتْ شللَ التغريبِ والكذبِ
وأبهجتْ أُفُقًا عذبًا بما حفلتْ =به العقيدةُ في ميدانِه الخصبِ
وهمَّةُ ( النَّدويِّ ) البَـرِّ كم شحنتْ =عزيمةً أثفلتْها وطأةُ الوصبِ ( 1 )
أقامَ رابطةً تدعو مبادئُها =لأكرمِ النهجِ بين العُجمِ والعربِ
العالميَّةُ في أهدافها اتسعتْ =أنعمْ بدعوتها الحسنى وباللقبِ
شريعةُ اللهِ قد جاءت إلى أُممٍ =وقد أبان الهدى عن سِفرِها الشَّنبِ
والشعرُ والنَّثرُ جنديان إن حملا =دينَ المهيمنِ فازا منه بالحسبِ
ويسقطُ الأدبُ المنبوذُ إن عملتْ =حروفُه في ملاهي السوءِ والطربِ
سوقُ المفاسدِ لم تبرحْ بضاعتُه =بعصرِنا المكتوي من غثِّه الأشبِ
جهادُ أحرفِنا يدعو الأُباةَ إلى =إنقاذِ أُمتِنا من سيلِه اللجبِ
حتى يقومَ لها سوقُ الفخارِ ولا =تضيعَ آمالُها في الزائفِ السَّرِبِ
حيثُ التآمرُ أضناها وأنهكها =أعداءُ شرعتِنا بالكيدِ والقُضُبِ
يستوردون نفاياتِ الشعوبِ ولا =يستثمرون كريمَ القولِ في الكتبِ
تراثُ أُمتِنا فيه الكنوزُ ، فهل =رأيتَ في يدِهم رأيًا سوى العطبِ !1
هاهم يعيبون فينا حُسنَ رجعتِنا =أو طيبَ صحوتِنا في الدينِ والأدبِ
حتى تبيَّنَ أنَّ الشرقَ منخدعٌ =وأنَّه ضـلَّ معْ لينين في الطلبِ
فأسقطوا الصَّنمَ الملعونَ ، وانتكستْ =حريَّةُ الإثمِ ، وانهارتْ على الرُّتبِ
والغربُ مدرسةٌ للعهرِ مجرمةٌ =فنونُها تمتطي أُرجوحةَ اللعبِ
وهاهو الغربُ تخزيه مطامعُه =في المسلمين بحالٍ جد مضطربِ
ولا نلومُ أعادينا إذا ابتكروا =خبثَ الأساليبِ عن بُعدٍ وعن كثبِ
وإنَّما اللومُ في أبناءِ جلدتِنا =أهلِ السَّفاهةِ إذ هاموا بلا سببِ
كأنهم مارأوا ثوراتِ مَنْ صفعوا =حضارةَ العصرِ عصرِ الضَّنكِ والكُربِ
وهذه أمَرِيكا في تنطُّعِها =ليومِ خُسرٍ عبوسِ الوجهِ مقتربِ
فلا يغرَّنَّكَ التَّزييفُ في مُثُلٍ =وهل ترى للقيطِ الليلِ من نسبِ !!
***=***
تألَّقَ الأدبُ الفوَّاحُ تحضنُه =أصالةُ الرأيِ لم تغربْ ولم تخبِ
حيثُ المآثرُ في الإسلامِ تكرمُه =هَديًا ، وغيرُ شذاه الحُلوِ لم يطبِ
ويردعُ الحقُّ قولا زائفا ، ويدًا =تقودُ معوجَّه في الناسِ كالسَّلبِ
جنى البغاةُ ثمارَ البغيِ فافترقوا =ولستَ تبصرُ بغيًا غيرَ منشعبِ
وغامَ ما أفرزتْهُ بِدعةٌ عبثتْ =في رأيِ كلِّ أثيمٍ النفسِ لم يؤبِ
وأقحموا جيلَهم في كلِّ مهزلةٍ =ولوَّثوا سعيَه بالزورِ والريبِ
تلقى سفاهتَهم في كيسِ خيبتِهم =وشأنُهم غامضُ يدعو إلى العجبِ
يلوِّنون أذى أقلامِهم سفها =بما استعاروا لها من كالحِ الأُهبِ
لكنَّها احترقتْ أوراقُ لعبتِهم =فأفرزتْه عمىً في سوءِ منقلبِ
أرغى المدادُ ، فأخوى في حداثتِهم =غثاؤُه فوقَ دعوى كلِّ محتقبِ
***=***
أتتْكَ بالصحوةِ الغيداءِ أحرفُنا =على يَدَيْ مورقاتٍ غضَّةٍ قُشُبِ
يزينُها الطُّهرُ بالتوحيدِ ألويةً=فليس أجمل أو أحلى من العذَبِ
نقيَّةٌ من مثاني الوحيِ طرَّزها =أجلى بيانٍ غنيِّ البوحِ منتخَبِ
على مناهجِها قامت حضارتُنا =للعالمين على الأقوى من الطُّنُبِ
فليس فيها الرخيصُ البخسُ مبتذلا =يكبو ، ولا استقرأتْ قيثارَ مكتئبِ
لها النشيدُ على فتحٍ تقرُّ به =عيونُ أهلِ الهدى في النصرِ والغلبِ
وإنها الجنَّةُ الفيحاءُ فارعة =وما سواها سرابٌ ضاقَ بالسَّغبِ
مَنْ صاغَ أحرفَه في لوحِ دعوتِنا =فقد ترفَّعَ عن لهوٍ وعن صخبِ
وعن مِراءٍ وعن فسقٍ وعن دجلٍ =وعن تمسُّكهم كالبهم بالذَّنبِ
فدينُنا قيمٌ تُرجَى لِمَنْ فطِنوا =وسيَّروا النَّفسَ في صدقٍ وفي دأبِ
يحيا به الأدبُ السَّبَّاقُ دانيةً =قطوفُه بربيعٍ غيرِ محتجبِ
( فالهاشميُّ) جلا أصفى فرائدِه=بيضاءَ منسوجةً في أجملِ الكتبِ (2)
فيها ظلالُ الهدى تزهو خمائلُها =ويُجتنى حلوُها من أطيبِ التُّربِ
مؤلفاتٌ سقتْ عطشى مجامعِنا =بكلِّ سِفرٍ لخيرِ القولِ منتخبِ
مدادُها يزدري مَنْ لطَّخوا صُحُفًا =بخسَّةِ الرأيِ لايجدي لذي الطَّلبِ
فيا ( أبا النَّضْرِ ) ذي مرساتُنا ابتعدتْ =عن شاطئِ الغيِّ والتَّغريبِ والرِّيبِ
توهَّمَ الناسُ في زورٍ وفي عبثٍ =جاءا يسوقُهما التدليسُ كالرٌّقُبِ
حذَّرْتَ من سفهٍ يغشى حداثَتَهم =في ملَّةٍ كفرتْ أو حاقدٍ غضِبِ
تلألأت بسنا الإخلاصِ رابطةٌ =على الوفاءِ لدينِ اللهِ في الحقبِ
وهاهو ( البدرُ عبدُالباسطِ ) ازدهرتْ =بعَذبِ منطقِه الأفهامُ عن كثبِ (3)
( ومصطفى ) مصرَ هدَّارٌ بموكبِها =يردُّ من شاردٍ غاوٍ ومغتربِ (4)
هم إخوةٌ ثبتوا في وجهِ مَنْ وقفوا =وقابلوا أدب الأخلاقِ بالغضبِ
وجحفلٌ من كرامِ الحيِّ مابرحوا =ينافحون أذى الأشرارِ بالدَّأبِ
يستعرضون لهم ماكان من قيمٍ =تسقي مرابعَهم باليُمنِ والأربِ
فمَنْ أتى منهمٌُ بالرُشدِ يقبلُه =ربُّ السماءِ فلا يُقصيه ذو غلبِ
ومِن على عقبيْهِ انحازَ منتكسًا =فإنَّه لهدانا غيرُ منتسبِ
وفاسدُ الرأيِ لم نأبهْ به أبدًا =وقولُه بهُراءِ الزيفِ لم يَطبِ
***=***
رسالةُ الأدبِ : الإسلامُ أكرمها =إذا استقامت فلا تُخزَى ولم تخبِ
تحيا إذا ما استقتْ من طيبِ فطرتها =ولا تعيشُ على هذرٍ ومضطرَبِ
فليس كلُّ كلامٍ قيلَ نقبلُه =ولا الضلالُ الذي يودي إلى العطبِ
فربَّ قولٍ به كفرٌ ومفسدةٌ =وربَّ رأيٍ أتى بالدُّونِ والنَّصبِ
وكم قرأنا لدجَّالين ما كتبوا =من القبيحِ ، وقالوا : من حِجى النُّخَبِ !!
وكم تبجَّحَ بالشعرِ السَّقيمِ فمٌ =وساقه معلنًا عن عصرِه الذَّهبي
حداثةٌ صاغها كُرهٌ بأنفسِهم =لشرعةِ اللهِ لامن صحوةِ العربِ
وحاملُ الحقدِ بالتغريبِ نقمتُه =غربيَّةُ الجمرِ أو شرقيَّةُ اللهبِ
يرومُها منهجًا تحياهُ أُمتُنا =طعنًا لروَّادِها الأبرارِ والنُّجُبِ
ويصرخون سكارى في مآثمِهم =بألسُنٍ كنعيبِ البومِ والغُرُبِ
ولم ينالوا بما تسعى فظاظتُهم =سوى التَّبابِ بدا في كلِّ مرتقبِ
أبناءُ جلدتِنا ــ ياويلهم ــ عزفوا =عن راحةِ البالِ وانحازوا إلى الوصبِ
ولم يبالوا بأحداثٍ مدمِّرةٍ =فيها الرزايا ، وسمُّ الحقدِ في الرُّقُبِ
قد هبَّ روَّادُنا يحيون مادفنتْ =يدُ الأذلاءِ ماللكلْمِ من نسبِ
وهذه عصبةٌ باللهِ قد وثقتْ =قلوبُها ، ولصوتِ الغيِّ لم تجبِ
لبَّتْ نداءَ فخارٍ ظلَّ مدَّخَرًا =وكادَ يخنقُه طغيانُ مغتصبِ
وما نأتْ عن مدارٍ فيه رفعتُها =ورفعةُ الوطنِ المستاءِ من نُدُبِ
هم يدَّعون ودعواهم بلا قيمٍ =ولا رؤىً عشقتْها لهفةُ الهُدُبِ
لعلهم سفَّهوا الأمجادَ ، وانسلخوا =عنها ، فدعواهُمُ في سوءِ مصطَحَبِ
قد استحرَّ هواهم في تقمُّصهم =أرواحَ أعدائِهم في الملعبِ الأشبِ
هلاَّ أنابوا ، وللأيامِ فلسفةٌ =من الضياعِ لهدْيٍ غيرِ محتجبِ
ياعصبةَ الأدبِ الأسمى لكم شهدتْ =ِ صناعةُ الفخرِ بالتقوى مدى الحقبِ
فمَنْ وعاها وأدنى من مطارفِها =قلبًا تذوَّقَ معنى أكرمِ الرَّغبِ
لايقبلُ الزيفَ قانونًا لأمتِه =أو يرتضي صبوةَ الحوباءِ بالجربِ
قومي انشري لشبابِ الجيلِ مسلكَهم =كيلا يضلُّوا بديجورٍ من الرِّيبِ
فقد أتاهم من التدليسِ من عَمَهٍ =يهوي بصاحبِه في غمره اللجبِ
لكي تعودَمع الإسلامِ أمتُهم =تحيي رباهم كمثلِ الماءِ في السُّحُبِ
لينقذَ الجيلَ نورُ اللهِ من ظُلَمٍ =بها تخبَّطَ أهلُ المركبِ الخَرِبِ
رامُ الأعادي لنا إخضاعَ صحوتِنا =ورميَها في زوايا الضِّيقِ والنَّصبِ
واليومَ ماتركوا بابًا لذلتها =إلا أتوه على وهمٍ وفكرِ غبي
يحاصرون دروبًا دونَ غايتِها =ويُخضعون سناها الحُلوَ للحجبِ
ياللرجالِ الذين اشتدَّ ساعدُهم =من مؤمنين بدينٍ قيِّمٍ ونبي
لايأبهون إذا اشتدًَّ البلاءُ ، ولا =يحنون هاماتِهم من شدَّةِ الكُرَبِ
وإنَّهم يقفون اليومَ في شممٍ =على الدروبِ التي لن تخلُ من نُوَبِ
ليمنحوا صدقَهم بِـرًّا ومرحمةً =لأمَّةٍ دوَّختْها كفُّ مغتصبِ
تأبى شريعتُهم أن يركنوا وَجَلاً =للمفترين ، وإن هاجوا على عُبُبِ