يا قدسُ
يا قدسُ معذرةً فإنّنا عَفَنُ ...
قد دكَّ نخوتَنا الإفلاسُ والوهَنُ
أيّامُنا غرُبت فالليلُ يسجنُنا ...
الحقدُ مزّقنا والكُرْهُ والفِتنُ
لم تبقَ في زمن الخذلان مكرمة ...
الذلُّ هام بنا والعزُّ مُرتهنُ
والأمّة انتكست ْ في الذّبح مرغمة ...
ما في مدائننا أمنٌ ولا سَكَنُ
أضحى التَّديُّنُ في أفهمانا شغَباً ...
والنّاسُ في زمن البلوى بنا فُتِنُوا
غدرُ الذّوائب بالأحقاد دمّرنا ...
لم ينجُ يا أسفي شامٌ ولا يَمَنُ
غدرُ الملوك عبيدِ الرُّوم منتفخٌ ...
يشقى به الخلقُ والإسلام والوطنُ
يا قدسُ معذرة ًغابَ الرِّجالُ وما ...
في سادةِ القوم مَنْ يُرجى ويُؤتمَنُ
حادوا عن الذِّكرِ لم يرعوْا عقيدتَنا ...
إلى الخيانة والأعداء قد ركَنُوا
باعوا القضيَّة بالأوهام ويحهمو ...
واستسهلوا الذلَّ ، في رَدْم الونى دُفِنُوا
تبًّا لهم من ملوكٍ أو شيوخ رَدَى ...
أحوالُهم سفَهٌ تدبيرُهم مِحَنُ
قد دنَّسوا الدِّين بالأرزاء وانبطحوا ...
هُمُ الحثالة بين النَّاس والعَفَنُ
يا من تلومُ على شعرٍ أبوح به...
قلبي تلَظّى شواهُ القهرُ والحَزَنُ
لكنَّ وجدي بيوم النَّصرمُكتملٌ...
النّصر آتٍ.. فلا تاسوا ولا تَهِنُوا
وسوم: العدد 804