غزة الفخر المجلى
مصطفى الزايد
أنا غزةُ الفخرِ المجلّى يا عربْ
الهاشميةُ عندما يُجلى النسبْ
النجمةُ الغراءُ ليلَ ضلالكم
بين التواءات السياسةِ يا لُعب
فوق الخيول الصاهلات تحثّها
تلك السياطُ بكف مجدي كاللهب
أعلو الخرائطَ حرةً مرهوبةً
وحدي إذا البلدانُ عبّدها الرّهَب
أُجلى عروساً في المحافل عِزّةً
إلا محافلَ أمّةٍ تخشى الغضبْ
يغتابني فيها الجميع بذلةٍ
والساق تضرب أختها حدَّ العطبْ
تمثيلَ حرصٍ يستميت تصنّعاً
بين الدموع الكاذبات وفي الخطب
وأصابعٍ مبتورةٍ ترمي إلى
تهويلِ أمري في إشارات العجبْ
بُتِرتْ أماناً أن تطيق تشهّداً
يوماً ولا ضغط الزناد ولا شجَب
خطرٌ أنا أصبحت في تصنيفكم
يجتاز في ألقٍ قلوباً كالخِربْ
تسعى إلى إرضاء أربابٍ وما
أرضت بيومٍ ربها في سخط ربْ
خطرٌ على أمن اليهود أنا تُرى
يا أيها الأخشابُ في سوق الذهبْ؟
يا أيها المستَنزفون كرامةً
ماتت قضايانا بكم قبل الغلب
تتعلّكون بوهمِ أمجادٍ لكم
لم يدرِ عنها المجد في وثْبٍ ودَب
أنا من صنعتُ المجدَ لا ما دجّلتْ
أبواقكم بين انتهابات السلبْ
بين الكراسي الشامخاتِ على الدما
وجماجمٍ عزّتْ فحلّ بها الكُربْ
وحدي وقفتُ بغيضةً منفيةً
والجرحُ ينزفُ والمنايا تُرتَقبْ
ما حاصر الرومانُ شعبي إنما
أهلي عليَّ مع العدوّ لهم صخبْ
لو مسّكم مني الذي قد مسّني
منكم تقاطرت الكتائبُ في كَلَبْ
أنا غزة هل تنكرون عروبتي
تبَّ المخاتلُ والمُسَيَّر ثم تبْ
صبارةٌ إن طاشَ حِلم أولي النّهى
رغم القطيعةِ والحصارِ على سغبْ
وقويّةٌ وأبيّةٌ وعزيزةٌ
رغمَ المهادنِ رغمَ أنف أبي لهبْ
ولسوفَ تبتدئ العروبةُ من هنا
إعلاءَ إسلامٍ سيشرق عن كثب
بيني وبين دمشقَ غوطةِ مجدِه
نسبٌ ينادي في الدماء وما كذَبْ
شتانَ بين مدوّن التاريخ في
ورقٍ وصانعهِ وقد عزَّ السببْ