في شهر رمضان المبارك
18حزيران2015
شريف قاسم
شريف قاسم
شهرُ الهدى والفتحِ قد أجزلَ الحسناتِ فيه وضاعَفَنْ وأتى يجبُّ الإثمَ عمَّنْ يرعوي هذي ليالي الفضلِ زيَّنَها النَّدى هذي أيادي الجودِ من ربِّ الورى وتنيرُ دربَ التَّائبين ، فتزدهي نفحاتُها بالأُنسِ نمنم طيبُهـا بتلاوةِ القرآنِ تحيا أنفُسٌ وإدامةِ الأذكارِ في جوفِ الدُّجى وتتابعِ الخُطواتِ نحوَ مساجدٍ وبحُسْنِ أخلاقٍ ، وطيبِ سجيَّةٍ فالقومُ سيماهم ضياءُ وجوهِهِم لم يألفوا شرًّا ، ولم يستأنسوا فالدِّينُ تربيةٌ تحصِّنُ أهلَها تسمو بنفسٍ آمنتْ ، وتقودُها باتتْ تُلِـحُ تَضَرُّعًـا بدعائِهـا فأثابَها المولى بمغفرةٍ ولم لتقولَ فائزةً وقد نعمتْ بما آثرْتُ ماعندَ الودودِ من المنى واشتقْتُ في شهر النَّدى لمنازلٍ فالخيرُ عندي لستُ أُبدلُه بمـا فاللهوُ صنعةُ غافلين عن الذي جعل الإلهُ من الليالي عِبرةً ليؤوبَ أوبةَ مَن رأى أنَّ الردى ويرى مساوئَه التي قد أُحصِيَتْ ويرى سعيرَ النَّارِ للأعمى الذي هيهاتَ تنفعُهُ الوجاهةُ والفضاضةُ ... أيَّامَ لم يعبأْ بدعوةِ ناصحٍ فالأرضُ تشهدُ والسَّماءُ وأهلُها مَنْ صدَّ عنه فقد تردَّى خاسرًا فاربأ بنفسِك عن سفاسفَ ردَّهـا للهِ أيَّامٌ إذا ما أقبلتْ فيها حديثُ الخُلدِ يُنْبِئُ عن غـدٍ شهرُ الصيامِ فلا تُضَيِّعْ شأنَه أَوَتَنْقَضي أيَّامُه والقلبُ في للإثمِ للأهواءِ للدنيا التي ياللخسارةِ والضياعِ لمَن جفـا من رحمةٍ تُرجَى ، ومغفرةٍ ومن أين العقولُ ؟ ألم تُنَوَّرْ بالهدى أَوَلَم يـَرَ المشتاقَ ما أبقتْ مثانيه ... أحلى رقيقَ النَّفحِ في روضٍ هفا مَتِّعْ حياتَكَ بالمآثرِ شامخًـا واجعلْ فؤادَك من رحيقِ جمالِها وَأَثـرْ بأعماقِ الجوى حيويَّةً واستلهم الأفراحَ من طورِ السَّنا هيهات تفجعُكَ الملامةُ أو ترى رمضانُ ميَّزَ بينَ وهـمِ مكابرٍ رَدَّتْ فضائلُه وقاحةَ فاسقٍ كم عربدوا ، واللغوُ ينزغُ بينهم فاسودَّت الأيام بينَ عيونِهم تعمى القلوبُ إذا تراكمَ فوقَها السَّادرون بغيِّهم وضلالِهم عاشوا على السَّهَرَاتِ يجمعُهم هَوَىٍ إنَّ الشهورَ لديهمُ يومٌ به ياويلَ مَن لم تصفعِ الذِّكرى مفاسدَه ... للهِ جـودٌ لاحدودَ له ، ولم واللهُ يغفرُ كلَّ سيئةٍ إذا فَلْنَدْعُ للإسلامِ قومًـا أسرفوا نأسَى عليهم رحمةً وَتَفَجُّعًـا فاصدعْ أخا الإسلامِ في أسماعِهم هـم ينكثون العهدَ ليس تُضيرُهم جلبتْ لهم دنياهُمُ شهواتِهم هذا تحزَّبَ للمفاسدِ والخنا وأخوه خفَّ إلى نداءِ مهرِّجٍ والآخرُ الجوَّابُ في ميدانها وقفوا جميعًـا شامتين تبجُّحًـا | والفرقانِوهديَّـةُ الرحمنِ أجرَ المنيبِ الصَّائمِ الظمآنِ ويتوبَ توبَ الصَّادقِ اللهفانِ بجزيلِ عفوِ اللهِ ذي الإحسانِ تمحو مثالبَ صاحبِ العصيانِ أيَّامُهـم بالخيرِ والإيمانِ وسرى بأحناءِ الفؤادِ الهاني وتقومُ من خطلٍ ومن نقصانِ ولجوءِ قلبِ العبدِ للدَّيَّانِ يهفو إليهـا طالبو الغفرانِ تركتْ مباهجَهَـا على الأبدانِ ونديمُهم قد فازَ بالرضوانِ إلا بشذوِ الوُدِّ والتحنانِ من شرِّ أهلِ الزَّيغِ والشيطانِ بيدِ الرَّشادِ إلى عُلُوِّ الشأنِ للهِ لا للإثمِ والعدوانِ تُحرَمْ بدنياها هدى القرآنِ رأت العطاءَ الجَزْلَ في التِّبيانِ : وهجرْتُ زورَ تجارةِ البهتانِ لاتُشتَرى بسفاهةِ الكفرانِ قد شاعَ بينَ النَّاسِ في الأزمانِ يلقون عندَ تَوَهُّـجِ النيرانِ إن أقبلتْ أو أدبرتْ للجاني آتٍ وبعدَ الموتِ نشرٌ ثانِ تُلفَى بلا غمطٍ ولا نقصانِ باعَ الثَّمينَ بأرخصِ الأثمانِ ... غَرَّتاهُ بفورةِ الطغيانِ أو يُصغِ في يومٍ لصوتِ أذانِ أنَّ النِّداءَ سرى بكلِّ مكانِ ونعاهُ داعي الويلِ والخسرانِ وعيُ اللبيبِ ، وطالبُ العرفانِ فانهضْ إليها ، فالقطوفُ دوانِ وعن النَّعيمِ بجنَّةِ الرضوانِ فتبوء ــ حين الوهبِ ــ بالخسرانِ دوَّامةِ الأهواءِ والإذعانِ غرَّتْ زخارفُهـا أخا الإمعانِ مافيه من قَدْرٍ ومن برهانِ عتقٍ من النيرانِ والأشجانِ وتبثَّ شذوَ الوحيِ في الأذهانِ ! ... الجليلةُ من شذى الأفنانِ ! منه الأريجُ لعاشقِ الفرقانِ بجليلِ مافي الزَّهـوِ في الأردانِ والروحَ ــ طولَ العمرِ ــ يرتشفانِ لم تنطفئْ أشواقُها بزمانِ تأفلْ هنالك وحشةُ الخِذلانِ همًّـا تراهُ بأوجهِ الندمانِ وخليلِ صومٍ مؤمنٍ جذلانِ والفسقُ زادُ بقيَّةِ الأخدانِ ويشيعُ سيئُه من الهذيانِ وعمُوا وصمُّوا في المدى الضَّحيانِ درنُ الخطايا فوقَ قُبْحِ لسانِ بالإثمٌ والسَّوءاتِ والإرنانِ أنساهُمُ مافي السنَّى الرمضاني من حمأةِ الأرجاسِ والحرمانِ ... ويُسقَى شربةَ الغفرانِ يجعلْ لأهلِ التَّوبِ من خِذلانِ وافى المنيبُ بقلبِه اللهفانِ من قومِنا لشريعةِ الرحمنِ أملا بعودةِ إخوةِ الإيمانِ كي يرعووا من غفلةِ الأذهانِ في النَّقصِ عاقبةُ التَّبارِ الدَّاني ! فتمرغوا بمآثم الأدرانِ وأناخَ حول تعاسةٍ وهوانِ يسقي الخمورَ بكأسِه النشوانِ بئسَ العنادُ بلوثةِ المَيدانِ ممَّـا أصابَ لِسُنَّةٍ ومثاني | للإنسانِ