قاوِمْ
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
قاوِم بجوعكَ والحصار فالحسنيان هما الخَيار
فرسولنا من قبلُ حوصِر ،لم يُضعضعه الحصار
قاومْ بصبرك وارتقب نصر الإله المُستجار
سيتمُّ نصرُ المؤمنين على شياطين التتار
والمارقين من الشّريعة خلف فولاذ الجدار
والسّاكتين عن الجريمة من قبيلٍ أو جوار
والحاقدين على الدّعاة وكلّ مَن رفع الشّعار
سيتمّ نصرُ الحقّ أوعرسُ الشّهادة والفَخار
لا ذُلّ ، لا استسلامَ للمحتلّ قدسي والدّيار
إمّا الحياة بعزّةٍ ونسيرُ في ركب النّهار
ونضيء ليلَ التائهين ، وآيُ خالقنا المنار
أو أن نُوارَى في التراب ، وجنّة اللهِ القرار
*******
أبطالُ غزّةَ معلمُ الأجيال في عصر القفار
عبدتمُ دربَ الجهاد بعزم من يأبى الصَّغار
ولقد رأيتم طُغمةً أغراهمُ سحرُ الدّولار
وسمعتموهم ينبحون على شباب الإنتصار
وغلا بهم عشق الحياة ،فلا حياءَ ولا ادِّكار
لا همّةٌ ترقى بهم نحوَ المعالي والنفار
حتّى غدَوا لعدوّنا عيناً على حرٍّ يغار
ضحَّوا بكلِّ شهامةٍ وخلائقٍ ترعى الذّمار
يا ويلهم ،أمخلدونَ همُ ولو طال اقتدار ؟!
يستبدلون دنيةً بحياة عزٍّ وانتصار
فغداً يرون بأنّهم باؤوا بسُخْطٍ واحتقار
فلهم جهنمُ يصطلون بها ، ويا بئسَ القرار
عيشوا حياتكمُ كما تهوَون ، فالأخرى بوار
لا ، لن تفيدَكمُ العروشُ ولن يُنَجّيكم نضار
وستُحشَرون ومن تبعتم صاغرينَ ، فلا اعتذار
خذلتم شعبَكم والقابضين على الجِمار
فلقد فتركتموهم يصطلون بنار مَن دهموا الدّيار
فكفاكمُ الدّجلُ البغيضُ وكلُّ ألوان السّتار
فاللهُ يعلمُ سرَّكم والجهر يعلمه الصِّغار
ها هم يهودُ وحزبهم جاؤوا بأسباب الدّمار
لم يرحموا طفلاً ولا امرأةً ولا شيخاً يجار
لكنّ جندَ الله ما وهنوا وما لان اصطبار
فتقهقر الباغي بعون الله وانتصر الكبار
لكنّ حلفَ الشّرّ ما زالوا على خُلقِ الضّرار
فهمُ تناجوا بالجريمة ثمّ إحكامِ الحصار
خسؤوا فإنّ اللهَ ناصرُ جندِهِ ومن استجار