شقيَ الأنامُ بمن طغى وتمرَّدا=فإذا بهذا الكون يهرَعُ للرّدى
ظهرَ الفسادُ به ونافقَ أهلُهُ=والمفسدونَ أضرُّ من أعدى العِدا
قد سوَّدَ الطّاغوتُ عبداً جاهلاً=وأزاحَ بالجبروتِ من فينا اهتدى
الرُّعبُ يسكنُ كلَّ روحٍ فتكُهُ=والحربُ تحصدُ ما اشتهتْ أن تحصُدا
قد شوَّهوا معنى الحياةِ ودمّروا=فينا الرَّجاءَ بكلِّ ما يُرجى غدا
والمُصلِحونَ، وأينَ مثلُ بلائهمْ=الحرُّ منهمْ بالسلاسلِ قُيِّدا
يتجرَّعُ الآلامَ يجترُّ الأسى=ولَكَمْ تمنَّى لحظةً أن يرقُدا
وعذابُهُ عندَ المُعذِّبِ راحةٌ=وإذا توجَّعَ خالَهَ قد أنشدا
في كلِّ آنٍ ألفُ موتٍ يشتهي=ليكونَ لاحقَ من هُناكَ استشهدا
هذا الذي يا قوم قد صرنا لهُ=لما ارتضينا أن نسوِّدَ مُلحِدا
ويذيعُ في الدُّنيا عدالةَ حُكمِهِ=وهو الذي بالعدلِ كانَ تعهَّدا
والإمَّعاتُ، وكلُّ من أفتوا لهُ=إلّا إلى التصفيقِ ما ملكوا يدا
لم تلقَ عينُ الدَّهرِ يوماً مُضحِكاً=كالجرذِ في غفوِ الزَّمانِ استأسدا
وأنا ويشهدُ من براني شاعراً=أرجو الإلهَ لأمّتي أن ترْشُدا
آلامُ كلِّ المسلمينَ أعيشُها=وأعيشُ آلامَ من يأتي غدا
أنا شاعرُ الأجيالِ أسعى جاهِداً=كي لا تُضلَّلَ، أو تحيدَ عن الهُدى
ومنايَ جيلٌ للجهادِ حياتُهُ=ولهُ سعيتُ لكي يظلَّ موحَّدا
وتعودُ بالتَّوحيدِ وحدةُ أمَّتي=وتزيدُ بالشَّرعِ الحنيفِ تجدُّدا
ما حِدْتُ عمَّا أبتغيهِ لأمَّتي=ببناءِ جيلٍ بالعقيدةِ زُوِّدا
اللهُ يشهدُ كمْ أعيشُ عذابَها=وودِدْتُ لو أنّي لِعزَّتِها الفِدا
يا قومِ عُذراً عن جهادٍ فاتني =لأُحِسُّ عذري عنه في قلبي مُدى
* * *=* * *
يا ربِّ عفوكَ عن جهادٍ فاتني=يا منْ علِمتَ منايَ أنْ أُستَشهدا
حسبي بما ألهمتني أنْ عِشتُهُ=ولغيرِهِ ما كنتُ يا ربِّي صدى
أوقفتُ شعري للحقيقةِ ناصراً =وبقولِ حقٍّ لم أكُنْ متردِّدا
ألهمتني أسعى لعزِّ عقيدتي=فاجعلْ محبَّتها لديكَ تعبُّدا
حرٌّ أنا حرٌّ كما أوجدتني=والحرُّ مهما ضِيمَ لنْ يُستعبَدا