ملاكُ الوجهِ

تحيةً إلى الشَّهيدِ الحبيب ابن أخي محمد الهيثم عارف العمر في أوَّلِ عيدٍ له في الجنة

clip_image001_f0e4b.jpg

بذلتُ الرُّوحَ لو يُغني فداءُ

ودمعَ العينِ لو نفعَ البكاءُ

ألا يا ليتها شُلَّت يميني

ولم تكتبْ: لقد غاب النَّقاءُ!!

أأرثي مهجتي والقلبُ يدمى

جريحاً!! يا لتعسِكَ يا رثاءُ!!

مُحمَّدُ!! والجراحُ اليوم كُثرٌ

ولا يبدُو لأصعبِها انتِهاءُ

إليكَ القلبُ يهفو كلَّ حينٍ

فأنتَ لهُ من التَّلفِ الشِّفاءُ

ويضنيهِ الحنينُ إلى لقاءٍ

يداويهِ .. وقد عزَّ اللِّقاءُ

يذكِّرني الصَّباحُ أبا الهييثم

وأذكرُهُ إذا جَاءَ المساءُ

حمادةُ كُنتَ لي نوراً بهياً

فكيف أعيشُ إذ خفتَ الضِّياءُ ؟!!

وكيف يطيبُ لي تغريدُ طيرٍ

وحلوُ المشي إذ همتِ السَّماءُ ؟!!

ومن في الفجرِ يسقينا حناناً

وقهوتُهُ لنا منها ارتواءُ ؟!!

يُشنِّفُ سمعَنا بقصيدِ حُبٍّ

ويُطربُنا إذا هاج الغناءُ!!

ومن للتُّوتةِ الحسناءِ خلٌّ

يدلِّلها كما شاءَ الصَّفاءُ ؟!!

ومن لعصابةٍ سوداءِ كفٍّ

يحرِّكها الصِّحابُ الأصفياءُ ؟!!

يجنُّ الصَّيفُ من شغبٍ ولهوٍ

وليس يردَّ لهوهم الشِّتاءُ

فمن للفضلِ توأمُهُ المفدَّى ؟!!

ويجمعُهُ بصلوِّحي الإخاءُ ؟!!

ومن يدعو براءً: (يا شريكي)!!

وقد رحلَ الشَّريكُ أيا براءُ ؟!!

وريثُكَ قد مضى لجنانِ لخلدٍ

وإرثُ المخلصينَ هنا عطاءُ

فجادَ ببذلِ روحِهِ دُونَ خوفٍ

إلى الجنَّاتِ صارَ لهُ انتماءُ

فعيدُهُ بالجنانِ هناك أحلى

وليس لنا هنا إلا الدُّعاء

فجُدْ يا ربُّ بالرَّحماتِ تترى

إلى روحِ الحبيبِ لها اشتهاءُ

ملاكُ الوجهِ ضحكتُهُ شُعاعٌ

وطيبُ المسكِ ريحُكِ يا دماءُ

تضجُّ الحورُ من شوقٍ إليه

ويكرمه هناكَ الأنبياءُ

وربُّ الكونِ بالغُفرانِ يسخُو

بفضلٍ منهُ يغمرُنا السَّخاءُ

وتفضَّلوا بقبول وافر المودة وخالص المحبة

وسوم: 634