( تخيلته يفعل ذلك في ذكرى رحيله الخامسة والأربعين )
تُحاصر غزة الأحباب بعدي = ويصطنع الحصار بنو أبيها ؟!
ويُدعى الغاصبون إلى أذاها = وداعيهم توجب يفتديها ؟!
حواجز قتلها تنمو سِراعاً = بأيدي الأقربين الشانئيها
فذي جُدُرٌ من الإسمنت تعلو = ومن جدر الحديد أرى شبيها
وهذا البحر سال جدار فصلٍ = تماوج يقطع القربى كريها
عجيبٌ ما أرى ، واحسرتاه ! = أكلٌ عق غزة ، يجتويها ؟!
مشيت على ثراها في شبابي = وفي قلبي محبة ساكنيها
وعاطاني بنوها صفو حب = تنامى في حياتي مع سنيها
وواجهنا الأعادي سندياناً = تلاحم في العواصف يزدريها
وصنا أمة حشدت عداها = لها حمر الحوادث تبتليها
وما هنا ، وما وهنت قوانا = وخضدنا الشدائد نعتليها
وكنا وحدةً قلباً وكفاً = يحاذرنا أعادينا بديها
عجيبٌ ما أرى ، واحسرتاه ! = أتنتقم العروبة من بنيها ؟!
تعظًم أرذل الأقزام بعدي = ومنهم من تشبه بي سفيها
ومجدهم طغام في نفاق = فأسرف أرذل الأقزام تيها
وأضحى سيف فتكٍ للأعادي = يقاتل أمتي كي يفتنيها
وحوصر أهل غزة ظلم قربى = وأرزمت النوائب تعتريها
ويمتدح العدو محاصريها = فيزدادون في نُكرٍ عليها
وويلٌ للشعوب إذا عداها = سيوفهم الحواسم من بنيها
هم الخطب المبير ، فقاتلوهم = هم الذخر النفيس لغاصبيها
وصبراً ، أهل غزة ، يا رجالاً = عرفنا فيكم البطل الجبيها
رزاياكم غمامة صبح صيفٍ = يودعها سريعاً مجتليها
سيحبوكم إله الكون عدلاً = قريباً تُنصرون به ، رفيها
لكم مني السلام ، لكم ودادي = لكم حرية تقتم إليها
محاصركم له سخطي ومقتي = وفي الأخرى جهنم يصطليها