يا غربُ إنَّ لنا ديناً نلوذ به = فاجعل وجودَك إن عِفت الهدى خَرِبَا
إناَّ نهيم به حبًّا ونعشقُه = ناتي فضائله رغم الضَّنا رَغَبَا
نشقى لنُسعدهُ ، نفنى لنُبقيه = ولا نخورُ إذا سيفُ الدِّفاع نَبَا
دينًا نعِزُّ به قد صاح قائلُه = بالحقِّ يصدعُ في سمْع الورى حِقَبَا
دينا يُحرِّرنا من ظُلْمةٍ ضربت = فوق الوجود بِكُمْ ، باضت به رَهَبَا
زرعتم الرُّعبَ والآفات في صَلَفٍ = لوَّثتمُ العقلَ والآفاقَ والكُتُبَ
ألهبتمُ الشُّرْهَ نارا في مَواطننا = فما تركتم لنا تِبرًا ولا حَطَباً
أعملتمُ الغِلَّ سيفا في مآثرنا = فما رعيتم لنا عِرضاً ولا حسَباَ
زرعتمُ الكُرْهَ في دعوى دَمَقْرَطَةٍ = صيغتْ لِتنتج في أوطاننا شَغَبَا
أفسدتم الحُكْمَ ما يرتادُ سُدَّتَهُ = إلا سفيهٌ يُجيد الغشَّ والكذبَ
تهوِّنون الرِّجال الشمَّ من حسَدٍ = وترفعون على الهامات من رَسبَ
لا تشكرون لإنسٍ في الحياة يداً = إلا لنذْلٍ أهان الدِّين واغْترَبَ
رميتم الجيلَ في الآثام من حنَقٍ = فصار كالقفْرِ مِن نَبْتِ الهدى جَدِباَ
قد كان يعبدُ ربَّا واحدا فغدا = في الأرض يَعبدُ من سُكر الهوى نُصُبَا
خطفتمو فكرَه ختْلاً بمصيدةٍ = حبكتموها لكي نبقى لكم ذَنَبَا
حُزتمْ حِمانا بظلمٍ طالنا أمدا = فما جلبتم سوى الآفات والسَّغَبَ
نشرتم الفِسقَ فوق الأرض من عَمَهٍ = فسامَها العُهْرُ خِزيَ الإثمِ والعطَبَ
(حرَّرتم) النِّسوة اللائي خُدعن بكم = صيَّرتموهن من فرْط الخنا لُعَبَا
قد سِبْنَ لا شرفٌ يُرعى ولا نسبٌ = مثل الكَنيف مُشاعٌ للذي رغبَ
ديستْ مفاتنُ من صارت بِشِرعَتِكم = ما بين زانيةٍ تَرضى ومُغتصبَهْ
أين الحقوقُ وبنت الغَرْبِ هائمةٌ = تشقى فلا حسباً أبقت ولا أدباَ
تُرمى فما وجدت في الأهل مُنتشلا = فحْلاً تلوذُ به من ضعفها هَرَبا