أقبلتَ يا عام والأوداج شاخبةٌ = قد قطَّعتها يدُ الأعداء والخونهْ
أقبلتَ يا عام والأكبادُ راعشة ٌ = قد أرجفتها أراجيفٌ من الجُبَنَا
أقبلت يا عام والألباب داميةٌ = فالكون يبكي دماءً من تعاستِنا
نشقى ونُخزى ونُردى كلَّ ثانيةٍ = كأنما ألبستْ أيَّامُنا حَزَنا
فالأرض تُقسم أعراشا مُدجَّنةً = والدِّين أضحى بمكرِ المعتدي فِتنَا
والعرض يُذبح في الدنيا علانية ً= والكفرُ يطغى فما ابقي لنا وطناَ
والحبُّ يهتزُّ في الألباب من جشعٍ = والكره بات لنا في أرضنا كفناَ
والشَّعب يعبث مبهورا بجالدهِ = إلى دعاة الخنا والكفر قد رَكناَ
* * *=* * *
يا عام هل جئت بالجدوى أم انتحرتْ = جدوى العروبة واندكَّ الأمان هنا
لا .. لا .. فان كتاب الله مدرسة = اذا حضناه بالالباب ينقذنا
لا .. لا.. فإنَّ الهدى والحقَّ جوهرةٌ = تمحو أشعَّتها الأوضارَ والمِحناَ
الدَّرب أوضح من شمس مشعشعةٍ = فلنلزم الذِّكرَ والآثار والسُّنناَ
ولنبعث الطُّهرَ في دنيا مدنَّسةٍ = ولنبعث العزَّ بالإيمان والسَّكناَ
ولنبعث الأمَّة الكبرى موحَّدةً = إنِّي أرى النَّصر بالتَّوحيد مُرتهناَ
* * *=* * *
يا أيّها العام ساء الجيلُ معذرةً = ما في رماد الدُّعاة الطامعين سَناَ
قد أتلفوا بالهوى والشُّرْه أمَّتهمْ = وحوَّلوا منبع النُّورِ العزيز وَنَى
كُرْهٌ وَشُرْهٌ وأطماعٌ وأمزجةٌ = حمقى أحالت حياة المسلمين فناَ
يُداهنون عروش الذلِّ في ضعة = عدُّوا المعارفَ شاراتٍ تُرى ومُنَى
إذا تهاوى رجالُ العلم في شُبَهٍ = فمن يُحرِّرُ بالإسلام أمَّتنا ؟؟؟
* * *=* * *
يا أمَّة النُّور عهدُ الله يطلبنا = الله خالقنا والله غايتنا
هل تذكرين نبيَّ الله مُعتمداً = على العزيز وقد حلَّ الأذى ودَنَا
إذ قال في ثقةٍ قصوى لصاحبه = والخطبُ مقتربٌ : ربُّ الورى معنا
ربُّ الورى معنا دوما وينصرنا = إذا لزمنا كتاب النُّور والسُّننَا
ربُّ الورى معنا يحمي الهدى فثقوا = مستقبل الأرض رغم الكافرين لناَ