أوَ مَا سَعَى القبطيّ بين رحابها ... يشكو إلى الفاروق ظلْماً مُنكرا
ضربت يداه الأكرمين معززا...وابن الأمير وعاد حرا مزهرا
ذهب الزمان بهم لأبعد غاية ...في العدل قد ضربوا المثال النادرا
شاهتْ وجوهُ الكاذبينَ جميعُهم...فالعدل عنهم قد تولى مدبرا
قالوا بحد السيف نشر عقيدة... كذبوا وهذا من مبالغة الفرى
لما رضينا الذكر خير شريعة..عشنا بها عز الحياة تحضرا
مرت سنون بعد ذلك ميتة ..ذقنا بها مر الهوان مخدرا
نأت الشريعة عن ركائز حكمنا ..نأيا به عشنا أصاغر في الورى
نفدي الرسولَّ ومَن نحِبُّ بهمة فيَهَابُنا كِسْرى ونُرْغِمُ قيصرا
ولعل نور الفجر ِ يبزغ مرة ... أخرى ليحي مجد قوم قبِّرا
نرضي إله الكون جل جلاله ..يرضى رسول الله نسقى الكوثرا
صلـَّى عليكَ اللهُ يا خيرَالوَرَى=وفِدَاكَ رُوحِي ما مَشيتُ على الثرى
أنتَ الذي لولاكَ ما عمَّ السَّــنا = يغزو الدُّجَـى بدْراً وضيئـــا ً نيِّرا
وكسوتَ تاريخَ البريَّةِ كلِّها = ثوبَ العُـــلا حُلـْـواً بديعاً مُبْهرَا
فإذا الضعيفُ الحُرُّ في عليائِهِ= بكرامةٍ يلقى الأسودَ غضنفرا
بلْ عَادَ يَخشاهُ القويُّ فما بدا = مِن بَعْدِ ذلك ظالمــاً مُتجبِّرا
إنّ الشريعة َصوتُها يعلو فلا = تلقى بها حقَّ الخلائق ِ مُهْدرَا
تزهو الحياةُ كجنَّةٍ عادتْ بها= فيْحَاءَ بل أبْهَى و أجَمَلَ مَنظرا
حَنَّتْ لأحمد في القلوب حشاشة= والجذع حن من النوى متأثرا
تاهَ الحصى فخْراً إذا مَا مسَّهُ= تِيه َ المُدِلِّ تمايلا و تبخترا
يسمو الترابُ مُبَاهِياً لمَّارأىْ = قدَمَي رسول الله هب مفاخرا
صلى عليه الله خير صلاته =ونداهُ صب على الأجادبِ أنهُرَا
حلى البيان كساه أجمل حلة = كم هز من حلو البيان مِنابرَا
سنَّ التعايشَ في البريَّةِ سُنة ً= غرَّاءَ ، قد وسع الرسول الآخر
هدي النبي وحسن سيرة صحبه= صبغ الحياةَ تألقا ًوتحَضُّرَا
فكأنَّ عُودَ الحُبِّ قبلَ مُحَمَّدٍ = حَطبٌ فأصبحَ بَعْدَ ذلكَ أخضرا
زهتِ الخلافة ُعِزةً وحضارةً= زدْنا بها فتحَ البلادِ تحَرُّرَا
شِهدَ الزمانُ جلالها وجمالها= لم يلقَ بَعْدُ لها مِثالاً مُبْهرا
فأتى القصاصُ عَدَالة ًعُمَريَةً= فاقتْ خيالَ العالمين َ تصوُّرا
فانفض يديك من الكذوب وقوله=فيراعُهُ كذبا ً تخرَّصَ و افترى
قد جاوز اليوم الحدود بحقنا =في النار ينفخُ مُوقِداً ومُسعِّرا
لكنه القرآن خالط َ نوره ُ = مهج البرية والمشاعر َمِن"حِرَا"
بِتْنا كأنّا لم نكُنْ يوما ً كمَا = شَهدَ الزمانُ أماجداً و أكابرا
حتى كأنها كالشياةِ أصابَها =مَطرُ السَّماءِ وكان قُرّاً مُمْطرا
ولعل يوما أن نعود إلى الهدى =نحمي الحمى فنعود آسادَ الشرا
لنعيدَ مَجْدَ الأولينَ،ومَن بَنى= مَجْداً- وربِّكَ - لن يُذلَّ فيُقهَرا
نطوي التأخُّرَ والخلاف وشره = ومَنِ ابتغى مَجْداً فلن يتأخَّرا
حنَّتْ لنا الدُنيا تتوق لأمة = لما بدا رَوْضُ الحَضَارةِ مُقفِرَا
صوت العقيدة في المسامع صائح= فلعل دين الله أن يتصدَّرا
صلى عليه الله خير صلاته = ما حَلَّ وفْدُ اللهِ في أمِّ القـُرَى