في رابعة (2)
وَلَدٌ يُمَارسُ عَادَةً سرِّيَّةً جداً مَخَافَةَ أَنْ يَرَاهُ أَبُوهُ؛ كَيْ لا يُقْلقَهْ
فَبجَيْبه الصَّيْفيِّ نصْفُ وُرَيْقَةٍ
خَطَّ الْوَصيَّةَ فيه في عَجَلٍ....
فَغَيْرُ مُنَمَّقَةْ!
مُذْ خَطَّت الأَوْغَادُ تَفْويضَ الرَّصَاص .. وَعَسْكَريٌ أَطْلَقَهْ!
...
وَيَعُودُ (مَشْرُوعُ الشَّهيد) كَعَادَة الْبَحَّار
- منْ بَحْر الرَّصَاص الْعَسْكَريِّ –
وَمَاؤُهُ الْمُحْمَرُّ فَاضَ بجَيْبهِ الصَّيْفيِّ حَتَّى أَغْرَقَهْ
وَكَسَا احْمرَارُ الْجُرْح - خَلْفَ الْجَيْبِ، في نصْف الْوُرَيْقَة - أَزْرَقَهْ
يَبْكي...
فَلا صنَّارَةُ الشُّهَدَاء قَدْ صَادَتْهُ منْ بَحْرَ الرَّصَاصِ...
وَلا تَبَقَّى السِّرُّ خَلْفَ الْجَيْب نصْفَ وُرَيقَةٍ
منْ غَيْر عَلْم أَبيه وَهْيَ مُطَبَّقَةْ
***
إنْ زُرْتَ رَابعَةً، فَفَتِّشْ في جُيُوبِ شَبَابهَا
وَكَأَنَّمَا تَحْتَاجُ كبْريتاً بحُجَّةِ أَنَّ عُلْبَتَكَ الْمَليئَةَ ضَائعَةْ
وَاذكْرْ لَنَا كَمْ أَلْف نصْف وُرَيْقَةٍ
في جيْب أَلْفٍ كَانَ يُخْفي عَنْ أَبيه وَصيًّةً أخْرَى مَعَهْ
كَلمَاتُهَا منْ قَلْب قَلْبٍ نَابعَةْ
...
هيُ عَادَةٌ سرِّيَّةٌ جداً
وَتُرْضي اللهَ منْ وَلدٍ هُنَا في رَابعَة
وسوم: العدد 645