أنقمتَ منّي غيرَ ذا الإحسانِ ؟= أنقمتَ غيرَ طهارةِ الوجدانِ ؟!
أفما قرأتَ الآيةَ الغرّاءَ في= قرآننا ، حثّتْ على الإحسانِ ؟!
أفبالعداوةِ والمساءةِ تغتذي= والقلبُ فيَّ يفيضُ بالإيمانِ ؟!
فأنا المجيرُ لأمِّ عامرِ تغتذي=بحليب شاتي موقداً نيراني
حتّى إذا بلَغتْ أشُدَّ نموِّها=وثَبَتْ على شاتي وذُخرِ زماني
فعلوتُها بالسّيفِ ، إذ غدرتْ بنا=وكذا تكونُ عقوبةُ العدوانِ
أنا لا أمُنُّ عليكَ ما قدّمتُهُ=لكنّ فيكَ اللؤمَ قد أغراني
أوعيتَ يا هذا مقالةَ ناصحٍ ؟= أم قد تبعتَ وساوسَ الشّيطانِ ؟!
فأبيتَ إلاّ أن تكون مراوغاً= وأبيتَ إلاّ خصلةً السِّرحانِ
إن كنتَ ، يا هذا ،سويَّ خلائقٍ= فهلُمَّ فاجزِ العُرفَ بالإحسانِ
بل فاشكرِ المنّانَ مُلْهمَ محسنٍ= واللهُ يشكرُ شاكرَ الإنسانِ