صلى عليكَ اللهُ يا خيرَ الوَرَى=وفِدَاكَ رُوحِي ما مَشيتُ على الثرى
أنتَ الذي لولاكَ ما عمَّ السَّــنا = يغزو الدُّجَى بدْراً وضيئا ً نيِّرا
وكسوتَ تاريخَ البريَّةِ كلِّها = ثوبَ العلا حُلواً بديعاً مُبْهرَا
فإذا الضعيفُ الحُرُّ في عليائِهِ= بكرامةٍ يلقى الأسودَ غضنفرا
بلْ عَادَ يَخشاهُ القويُّ فما بدا = مِن بَعْدِ ذلك ظالماً مُتجبِّرا
إنّ الشريعة َصوتُها يعلو فلا = تلقى بها حقَّ الخلائق ِ مُهْدرَا
تزهو الحياةُ كجنَّةٍ عادتْ بها= فيْحَاءَ بل أبْهَى و أجَمَلَ مَنظرا
حَنَّتْ لأحمد في القلوب حشاشة= والجذع حن من النوى متأثرا
تاهَ الحصى فخْراً إذا مَا مسَّهُ= تِيه َ المُدِلِّ تمايلا و تبخترا
يسمو الترابُ مُبَاهِياً لمَّارأىْ = قدَمَي رسول الله هب مفاخرا
صلى عليه الله خير صلاته =ونداهُ صب على الأجادبِ أنهُرَا
حلّى البيانَ كساهُ أجملَ حُلة ٍ= كم هز َّ من حلو البيان مِنابرَا
سنَّ التعايشَ في البريَّةِ سُنة ً= غرَّاءَ ، قد وسع الرسولُ الآخرَ
هدْيُ النبي وحسنُ سيرة ِصحبه= صبغ الحياة َ تألقا ًوتحَضُّرَا
فكأنَّ عُودَ الحُبِّ قبلَ مُحَمَّدٍ = حَطبٌ فأصبحَ بَعْدَ ذلكَ أخضرا
زهتِ الخلافة ُعِزةً وحضارةً= زدْنا بها فتحَ البلادِ تحَرُّرَا
شِهدَ الزمانُ جلالها وجمالها= لم يلقَ بَعْدُ لها مِثالاً مُبْهرا
أوَ مَا سَعَى القبطيّ بين رحابها = يشكو إلى الفاروق ظلْماً مُنكرا
فأتى القصاصُ عَدَالة ًعُمَريَةً= فاقتْ خيالَ العالمين َ تصوُّرا
ضربت يداه الأكرمين معززا = وابن الأمير وعاد حرا مزهرا
ذهب الزمان بهم لأبعد غايةٍ = في العدل قد ضربوا المثال النادرا
فانفضْ يديكَ من الكذوب وقولِه=فيراعُهُ كذبا ً تخرَّصَ و افترى
قد جاوز اليوم الحدودَ بحقنا =في النار ينفخُ مُوقِداً ومُسعِّرا
شاهتْ وجوهُ الكاذبينَ جميعُهم= فالعدل عنهم قد تولى مدبرا
قالوا بحد السيف نشر عقيدة= كذبوا وهذا من مبالغة الفِرى
لكنه القرآنُ خالط َ نوره ُ = مُهَجُ البرية والمشاعر َمِن"حِرَا"
لما رضينا الذكْرَ خيْر َ شريعة ٍ= عشنا بها عز َّّ الحياة تحضرا
مرّت سنونُ بعد ذلك ميْتة ً = ذقنا بها مُرّ الهوان مخدّرا
نأت الشريعة ُ عن ركائز حُكمنا = نأيا ً به عشنا أصاغر َ في الورى
بِتْنا كأنّا لم نكُنْ يوما ً كمَا = شَهدَ الزمانُ أماجداً و أكابرا
حتى كأنّا كالشياةِ أصابَها =مَطرُ السَّماءِ وكان قُرّاً مُمْطرا
ولعل يوما ً أن نعود إلى الهُدَى =نحمي الحمى فنعود آسادَ الشّرا
لنعيدَ مَجْدَ الأولينَ،ومَن بَنى= مَجْداً- وربِّكَ - لن يُذلَّ فيُقهَرا
نفدي الرسولَّ مهابة ً مِن بأسنا = فيَهَابُنا كِسْرى ونُرْغِمُ قيصرا
نطوي التأخُّرَ والخلافَ وشرّهُ = ومَنِ ابتغى مَجْداً فلن يتأخَّرا
حنَّتْ لنا الدُنيا تتوق لأمةٍ = لما بدا رَوْضُ الحَضَارةِ مُقفِرَا
صوتُ العقيدة في المسامع صائحٌ = فلعلّ دِينَ الله أن يتصدَّرا
ولعلّ نور َ الفجر ِ يبزغ ُ مرة ً = أخرى ليحي مَجْدَ قوم ٍ قبِّرا
نرضي إله الكون جل جلاله = يرضى رسول الله نسقى الكوثرا
صلى عليه الله خير صلاته = ما حَلَّ وفْدُ اللهِ في أمِّ القرى