أسد عظيم من أسود الشام

أسد عظيم من أسود الشام

مصطفى العلي

أسد عظيم من أسود الشام = يمضي على الدرب الجليل السامي 
يرقى إلى العلياء نجما ساطعا = متألقا كالبدر ليل تمام 
يختال في حلل الضياء مودعا = كونا من الآهات والآلام 
للسائرين وراه يصبح راية = ومنارة في مدلهم ظلام 
زهران نعم الجيش أنت رئيسه = جيش الهدى والفتح والإسلام 
أعطيته درسا بليغا في الفدا = والجود بالأرواح والإقدام 
بوركت من ليث هصور فاتك = قد كنت ترعبهم ومن ضرغام
ما كنت قوّالا ولا متواريا = خلف الذرائع أو أخا إحجام 
أو بائعا من سلة ملآنة = بالنقد والتنظير للإعلام 
بل قمت تخطب بالرصاص مبينا = أمرا قد استعصى على الأفهام
لا يسقط الطغيان إلا ثورة = هدارة كالنار ذات ضرام 
تشوي البغاة الحاقدين وتنتهي = من سائر الأوثان والأصنام
القول ما قال السلاح وما سوى = قول السلاح مجرد الأوهام 
وفم البنادق بالحقائق ناطق = إن عزَّ فهم يرتجى بكلام 
والمرجفون الخائنون مقامهم = بمزابل التاريخ شر مقام 
هذي الجبال الشامخات رجالنا = من مثلهم يوم الوطيس الحامي !؟
الشام سكنى الماجدين وليس من = سكنى بها للعير والأقزام
قد كنت تُبكى لو بكيت تفجعاً = من كل دمع في العيون سجام
لكنما الشهداء لا يُبكون عند مليكهم في السعد والإنعام 
بدم طهور قد كتبت رواية= للمجد لا تنسى على الأيام
يوما ستثمر غرسة رويتها = بدماك نصرا أبلجا للشام 
رحمات ربي يا شهيد هواطل =عند الإله عليك بالإكرام
عند النبي وصحبه في جنة = تشدو بها الأطيار بالأنغام
والغوطتان على الشهيد دوامع = بالعطر فواحا من الأكمام
يوما ستذكرك البلاد مجاهدا= نجما تألق في سماء الشام
سنواصل الدرب الذي قد سىرته = قدما بلا خور ولا استسلام
مهما تظاهرت الخطوب بها= وامتد مشوار الكفاح الدامي
حتى ننظفها ولو طال المدى = من كل أهل البغي والإجرام 
ويعود فيها الحكم رغم أنوفهم = في آخر المشوار للإسلام