ونعرفُ أنًّ الطَّريقَ طويل ..
وندركُ أنَّ اختيارَهُ حِملٌ ثقيل ..
غيرَ أنَّ الفوزَ بالجنَّاتِ حلمٌ جميل ..
دروبُ الفخارِ سجونُ الظَّلامِ = وعيشُ النَّعيمِ حياةُ الكرامِ
فحرٌّ سجينٌ .. ونذلٌ طليقٌ = وطاغٍ يُقلَّدُ أغلى وسامِ
وأهلُ الكرامةِ في السَّاحِ حيرى = وذاكَ الخسيسُ بأعلى مقامِ
يُساقُ الشَّبابُ إلى الموتِ سوقاً = بجهلِ الدُّعاةِ وظلمِ الإمامِ
إلى اللهِ نشكو تجنِّي البغاةِ = وخوضَ الحروبِ بدعوى السَّلامِ
وقتلَ العبادِ .. وقهرَ الفؤادِ = وبيعَ البلادِ بسوقِ الكلامِ
تنادى إلى الحقِّ قومٌ أُباةٌ = بدعوةِ سلمٍ وعيشِ الوئامِ
فردَّ الطُّغاةُ بإشعالِ حربٍ = وحرقِ الشُّعوبِ بنارٍ ضِرامِ
وصرنا بكلِّ مكانٍ حيارى = وصارت بلادي بقايا رُكامِ
وقضبانُ سجنٍ تزيدُ أنيني = وتحرمُ عيني لذيذَ المنامِ
أأغفو وفضلٌ سجينٌ يعاني ؟!! = وفضلٌ دوائي لكلِّ سقامِ
وتعرفُ شمسي بأنَّهُ نوري = وفي اللَّيلِ ألقاهُ بدرَ التَّمامِ
يزينُهُ ربي بحفظِ كتابٍ = كريمٍ .. وقولِ رَسُولِ الأنامِ
وصبرِ الجبالِ .. وعزمِ الرِّجالِ = وصدقِ الفعالِ بدنيا اللِّئامِ
فتيٌّ .. وَلَكِنْ صلبُ المِراسِ = صغيرٌ .. ولكنْ بقلبِ هُمامِ
نهارُهُ ذكرٌ .. ونورُ دعاءٍ = وليلُهُ نُعمى صلاةِ القيامِ
فيا ربُّ باركْ بفضلٍ!! وزدني = نعيماً برؤياهُ حرّاً أمامي