هي صنعة ُ الرحمن للأبرار ِ=أهل العلا في الناس كالأقمار ِ
في الليل عزوا بالوقوف لخالق ٍ=متعطرين بأروع الأذكار ِ
رفعوا أكفّ ضراعة ٍ هم أهلها =قد آنستهم رحمة ُ الغفار ِ
يرجون منه معونة ً أنداؤها =فاضت بغيثٍ هاطل ٍ مدرار ِ
هم أسْدُ هذا الكون في إقدامهم=حرّاسُ دين الله والأقطار ِ
ينفون عن هذي البلاد خبيثها=بكتائب الأخيار و الأطهار ِ
كالغيث فاض بكل خير نافع =أحيا به الرحمن جدبَ قفار ِ
وهمُ إذا داعي الكفاح دعاهمُ = لبّوا نداهُ بعزة ٍ و فخار ِ
عاشوا على الحق المبين أئمة ً=خافوا عذاب الواحد القهار ِ
إني رأيت وجوههم بجمالها =قد أشرقتْ كلآلئ الأنوار ِ
ما زادهم ألمُ السجون مرارة ً=بل زادهم فوق السنا بوقار ِ
فالسجن للعظماء ليس يعيبهم=أبدا ً ، وليس دخوله بالعار ِ
هي حكمة الرحمن جلّ جلاله =هي رحمة من خالق الأقدار ِ
واها ً لهم فالله واعدُ أهلِهِ =بالنصر رغم خيانة الأشرار ِ
حاشا لربّ الكون أن ينساهمُ=وهمُ الدعاة إلي العلي الباري