زوجك الدّاعي لكِ ,حبيبتي , بالرّحمة والمغفرة والرّضوان في جنان الخلد حيث تسمعين " سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم " وأدعو الله الرّحمن الرّحيم أن يكون هناك لقاؤنا , فهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعّالٌ لما يريد. !!
قالوا استراحت من وبيل الدّاءِ= وا رحمتاهُ , فراقُها هو دائي !!
قد خلّفتني في عذابٍ دائمٍ= أتجرّع الآلام في أحشائي !!
لا تعجبوا , فلقد أُصِبْتُ بمقتلٍ= لم يُبقِ مني غير خفقِ ذماءِ !!
* * *=* * *
جيشُ الهموم أتى بكلِّ عتادِه= ولقد أغار بغارةٍ شعواءِ !!
فأصاب منّي القلبَ, يُنْهِكُ نبضِه= وهو الّذي أجرى دمَ الحوباءِ !!
فالقلبُ أنتِ , حبيبتي وشريكتي= فلقد حملتِ معي ثقيلَ بلائي !!
فأسيرُنا إسلامُ , حوّلَ أسرُهُ = مجرى الحياةِ , وجاء بالنّكداء !!
فلقد حملنا همَّه بمعونةٍ = ممّن قضى بالسّعد والأسواءِ !!
قد كنتِ أنتِ , حبيبتي , نبعَ التُّقى= تُهديهِ خيرَ سريرةٍ ودعاءِ !!
ومضت بنا الأيّام نحملُ همّه= بتفاؤلٍ وجناحِ كلِّ رجاءِ !!
لكنّ أقدارَ الإلهِ تسوقُنا = كيما نرى من مبرمات قضاءِ !!
فإذا القضاءُ يُصيبُ جسمَ حبيبتي = بوبيل داءٍ ما انحنى لدواءِ !!
فتراه يهزمُ جيشَ طبٍّ , حاشداً = كلَّ القوى , يا ويلَه من داءِ !!
فأرى الحبيبةَ تستغيثُ من الأذى = والعجزُ منّي آخذٌ بلوائي !!
والقلبُ ملتهبٌ بنار أنينِها = وحشايَ في صخَبٍ وطول عناءِ !!
ربّاهُ , أنت طبيتبُها ورحيمُها = ربّاهُ , فاقضِ لها بخير قضاءِ !!
فإذا قضاءُ الله يحسمُ أمرَها= ويريحُ جسماً من وبيل الدّاءِ !!
وتحلّقُ الرّوحُ الزّكيةُ في السّما= تبغي جنانَ الخُلْدِ والأنداءِ !!
لكنني من بَعدِها في حُرقةٍ= إنّ الفراقَ لمؤذِنٌ بفَنائي !!
أين التفتُ فمشهدٌ من روضِها= أنّى جلستُ فمنبِئٌ برُواءِ !!
حتّى الهواءُ ينمُّ عن أنغامِها= فحديثُها يشفي من البرَحاءِ !
أنا في ذهولٍ بعدَها وكآبةٍ = أتلمّسُ الأحشاءَ من بلوائي !!
* * *=* * *
يا ربِّ , ألهمني العزاءَ , فإنّني= أوشسكتُ أن أغدو صريعَ بلائي !!
وارحم , إلهي , أمَّ أولادي الّتي= منحتْهمُ قلباً وخيرَ عطاءِ !!
ولقاؤنا - إن شاء ربّي - في العُلا= من جنّةِ الفردوس والنّعماءِ !!
صلّى عليكَ اللهُ يا خيرَ الورى= أنتَ الشّفيع لنا وخيرُ عزاءِ !!!