التاريخ والإنسان = في الشام دار العلم والعرفان
وبحالك الظلمات راح يخطّها = الرافضي العلقميُ الثاني
في شخص من الخيانة حلّةً = من آل قرمط من بني حمدان
بشار ابن أبيه وهو فضيحةٌ = والعار أجمع في بني الإنسان
هذا حفيد العلقمي ومن دعا = جيش التتار فعاث في الأوطان
وسألت نفسي عن حضارة أمة = بلغت من العلياء كلّ مكان
فإذا بها صارت ركاماً وانطوت = أعلامها وتضج في النيران
وسبرت أغوار الحوادث باحثاً = حتى وصلت إلى ربى الجولان
فرأيت هاتيك الحصون وجبهةً = وحضارة عاشت لكل زمان
تهوي ويستلم اليهود مفاتحاً = والبيع تمّ على ذرا لبنان
آهٍ على الشام المضمّخ بالشذا = مهوى القلوب وشامةُ البلدان
ملكت زمام الحكم فيه عصابة = من فرقةٍ مرقت من الأديان
صرفت عماد الجيش من قاداته = ورجاله العظماء والأركان
ومضت تُعدّ إلى هزيمة أمةٍ = وضح النهار ومنتهى الخذلان
هلك الذي جلب اليهود لأرضنا = بل باعها وبأرخص الأثمان
ومضى تشيّعه اللعائن وابلاً = وسحائباً من هاطلٍ هتّان
لكن خليفته اللقيط وابنه = قد صار أستاذ الأب الخوّان
استقدم الفرس المجوس ليذبحوا = الطفل والشيخ الكبير الفاني
وأجاب بوتين نداء ربيبه = بالراجمات وكاسر العقبان
تهوي على الحي المشيد وقريةٍ = فتخرُّ أنقاضاً على السكان
أنا لم أعد أبكي حزيران الجوى = وأنوح كالثكلى على الجولان
لما رأيت الإبن يعقد صفقةً = ويبيعها طرّاً إلى إيران