وإلى اللقاء , حبيبتي , -إن شاء الله تعالى – في جنّات النّعيم , برحمته وعفوه وكرمه
ماذا عـليَّ إذا نـدبـتُ حـياتــــي= وملأتُهـا آهــاً وبالعـبـرات ؟!
وعدوتُ طوري إذ فقدتُ أزمّتي= ثمّ انطلقتُ مردّدا صرَخاتـي
هـيّا استعـدّي للقاءِ , حبـيـبـتـــي,= هيّا, رجاءُ , فزغردي لمماتـي
ما عـدتُ أحتمـلُ الحـياة بدونكم= إنّ الحياة بدونكم مأساتــــي
* * *=* * *
قد كنتِ يا محبوبتي نورَ الهدى= قد كنتِ شمساً تكشف الظّلماتِ
قد كنتِ في البيداء مرشدةَ الخُطا= قد كنت عوني في ظلام حياتي
قد كنت روضا أستظلُّ بظلّـه= وشذا نسيمِـكِ منعـشُ لرئاتي
قد كنت , يا حبّي, أنيساَ مُهْدِياً= خيرَ الحديث , فأجتني الثمراتِ
قد كنت في عهد الصّبا أغرودةً= غنّى الحبيبُ بها , كنايِ رُعاةِ
عشنا الصّبا في متعةٍ مغبوطةٍ= عشنا الصّبا في حلْوة السّكراتِ
عشنا الكهولة , والإلـهُ مباركٌ= تلك الكهولة , إذ رعى زهَراتي
قد صرتِ أمّـاً للبنينَ ,فزانهـم= ربُّ الـعـبـاد بفـطـنـةٍ وهـباتِ
أظلَلْـتِهـم بالحُـبِّ والحِـرْص =الجـمـيــــل ودوحة الإيمـان والسُّوراتِ
حتّى غدَوا أعلامَ جيلٍ ناهضٍ= ورجاءُ تغذوهم بخير عظات
* * *=* * *
وجرى بنا قدَرُ الإلهِ وحُكْمُهُ= حتّى شربنا المرَّ والحسَراتِ
لكـنـنا-إن شاء ربّـي- صابــــــ=ـــــــــرون, فكن لنا عوناً على العثرات
أدعوك ,ربّي,أن تُثَبِّتَ خطوَنا= حتّى ننال رضاك والجنّات
وارحم فقيدتَنا وأرحاما لنا= والمسلمين , بأوسع الرّحَمات !!