الشَّامُ : إنَّ الشَّامَ في وجهِ الغدِ = تيَّاهةٌ بثباتِها المتجدِّدِ
بيقينِها باللهِ ليس بأنفُسٍ = أصحابُها من خائنٍ أو مفسِدِ
أو مرجِفٍ أو عابثٍ متهوِّرٍ = أو ماجنٍ أو خائفٍ أو ملحدِ
صَفَعَتْ بوحدتِها التَّفرُّقَ ، إنَّمـا = هذا التآمرُ هاجَ غير مخلَّدِ
مهما رموها بالقنابلِ واللظى = وشوى محيَّاهـا جحيمُ المعتدي
هي آمنتْ باللهِ ثـمَّ توحَّدَتْ = في ظلِّ مافي المجدِ من مُتَوَسَّدِ
تأبى على التقسيمِ إنَّ إباءَها = يعني إذا جدُّوا لهيبَ تَمَرُّدِ
خسئَ العدوُّ وما لديه من الأذى = إذ جاءَ في ثوبِ اللئيمِ المرعدِ
أو جاءَ والجبروتُ ملءُ إهابِه = يوهي عُرانا زحفُه بِمُلَهَّدِ
ياشامُ : في أحنائِنا وهجٌ به = صوتُ الفواجعِ والأسى المتبلِّدِ
حتى إذا ذابَ الفؤادُ توجُّعًا = والجُرحُ غيرُ مُعَالَجٍ ومضمَّدِ
لـم نشْكُ للجلاَّدِ أو أعوانِه = أو نُلقِ عزمًـا لن يلينَ لمعتدِ
جارَ الطغاةُ ، ونحن نعرفُ كيدَهم = والمكرُ في أوكارِهم لم ينفدِ
لم تبقَ من شيمِ العروبةِ صفحةٌ = إلا أُبيدتْ في أيادي الحُسَّدِ
قد أسرفَ العملاءُ في شامِ العلى = وتكالبوا ، بئسَ اعتسافُ السؤددِ
أَلِشامِنا هذا الشَّقاءُ ، ومجدُها = حُلوُ الرؤى ، ومكانُها في الفرقدِ
ولأُمَّتي هذا الهوانُ ، ودينُها = دين المآثرِ في الورى ذاتِ اليـدِ
ونبيُّها خيرُ الأنامِ المصطفى = هيهاتَ تُهزمُ من غـوٍ ومُهَدِّدِ
لا . ليس يركعُ في الشآمِ شبابُهـا = رغم الهجومِ بألفِ ألفِ مجنَّدِ
بالطائراتِ وبالمدافعِ والأذى = في نار صاروخٍ لهم متوقِّدِ
الشَّامُ تؤمنُ بانتصارِ قضيَّةٍ = قد لاكهـا مكرُ اللئامِ بمقصدِ
ما أحجمَ الأبرارُ أو نكصوا ، ولن = تجدَ الإباءَ العذبَ غيرَ مُوَطَّدِ
رغم النَّوازلِ والرزايا لم يروا = إلا طريقَ جهادِ جندِ مُحَمَّدِ
بسمتْ له الدنيا وقد ضاقتْ بمَن = ظلموا العبادَ بليلِ بغيٍ أسودِ
جندُ البطولةِ والشَّهادةِ والفدا = في كبحِ كلِّ مخاتلٍ مُتَصَيِّدِ
مالانَ في زمنِ الهوانِ لخائنٍ = جعلوهُ في صفِّ الكميِّ الأصيدِ !
خابوا ، وخاب المرجفون فقد أتى = ركبٌ لأُمَّتِه ، وللفجرِ النَّدي
الَّلهُ أكبرُ أيقظتْ سيفًا غفا = وأعادَ حاديها مكانةَ مُتْلَدِ
قد جاءَ والنَّاسُ الكرامُ أذلَّهم = كيدُ اللعين ، فكان أكرمَ مُنْجِدِ
طوبى لِمَن بالروحِ يشري جنَّةً = ولقومِه بالنَّفسِ عاشَ ليفتدي
سوريَّة :َ الإسلامُ دينُك فاشمخي = رغمَ المجوسِ ورغمَ أنفِ المعتدي
فتقدمي صفًّـا يوحِّدُه الهدى = وبسُنَّةِ المختارِ فخرًا فاغتدي
وبسيفِ صولةِ حقِّنا لاترحمي = من مجرمٍ أو ظالمٍ متشدِّدِ
فعصابةُ الإرهابِ هـُم هُم وحدهم = وعلى جحيمِ عُتُوِّهم فتجلدي
هي محنةٌ ستزولُ ياشامَ النَّدى = فابقَيْ على علياكِ لا تترددي
يابهجةَ الدنيا وموئلَ عـزِّنا = غير التُّقى ياشامَنا لاترتدي
ياتاجَ أُمَّتِنا الجريحةِ فاثبتي = فالمجدُ مجدُك في العلى والمحتدِ
ماضرَّكِ العدوانُ قاومه أبي = وأخي وأُمِّي ، وانتظارُك موعدي
والشيخُ والطفلُ الرضيعُ وأمُّه = وبقيَّةُ الزهراتِ حول الموردِ
في موطن الإعدامِ إعدامٌ لِمَن = هم يسكنون الشَّامَ أرضَ السؤددِ
داسوا عليهم ، حقدُهم أعمى ، كما = داسوا على قيمِ الحنيفِ المُنجدِ
لاتسألي ياشامُ عَمَّنْ أجرموا = فوجوهُهُم جمعتْ قَتَارَ المشهدِ
وقلوبُهم ليست قلوبًا إنَّمـا = قد رُكِّبَتْ تبًّـا لهم من جلمدِ
جاؤوا إليك من الحضارةِ أُترعتْ = كاساتُها من كلِّ قلبٍ أغيدِ
أعني قلوبَ شبابِنا وبناتِنا = والأمهاتِ وكلَّ قلبٍ مُسهَدِ
فهي الأفاعيلُ الخسيسةُ لم تزل = في الآثمين عقيدةً لم تُحمَدِ
حتى الذئابُ الجائعاتُ تبرَّأتْ = ممَّـا جَنَتْ كفُّ اللئيمِ المفسدِ
ذقنا مراراتٍ على غصصٍ بها = ممَّـا أتى من أرعنٍ و مُلَهَّدِ
وهي المؤامرةُ التي لم تنطفئ = نيرانُها منذ الزمانِ الأبعدِ
يتحيَّنون اليومَ فيه سُعارَها = عن شامنا ويلاتُه لم تبعدِ
حتى إذا افترسوا لحومَ رجالِها = وتفنَّنوا في ذبحِ طفلٍ أملدِ
واستأسدوا واستنسروا وتكالبوا = فالشَّامُ غابةُ آثمٍ مستأسدِ
خسئوا جميعًا فالشآمُ أمورها = بيدِ المجاهدِ : مُبتَلى و مشرَّدِ