إلى فرسان الغيبة ، الذين يمتنعون عن شرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير .. ويستمرئون لحوم إخوانهم ، في الغيب ، دون أن تكون ، لأيّ منهم ، ذرّة من المروءة ، تدعوه إلى التعفّف عن لحوم الغائبين.. ودون أن تكون لأحدهم الشجاعة ، التي تدفعه إلى مواجهة أخيه ، الذي يأكل لحمه .. بذكر بعض صفاته أمامه ، أو نصحه بما يجب ، من نصح الأخ لأخيه . أمّا التقوى ، التي تردع النفوس الطيّبة ، عن أكل لحوم الأموات ، فلا مكان لها هاهنا ! لأن لذّة الاستمتاع ، لدى النفوس الخبيثة ، أقوى من أيّة تقوى !
يامـُسـتـحـلـي إثـمِ الـغِـيـبـَـهْ = يـَسـتـَمـرئُ ، بـاللـغـوِ ، ذُنـوبـَـهْ
سـَـتـَراهـا ، يـومـاً ، مَـكـتـوبـهْ = وتـَـنـالُ ، بـهـا ، شـَـرّ عـقـوبـهْ
* * *=* * *
أتـَـرى الـشـيـطـانَ تـَـولاّكـا = حــتـّـى أعــمـاك وأشــقـاكـا
مـاعـدتَ تـَرى مِـنـه فـِكـاكـا = وغـَـدوت ، لـَـديـهِ ، أُلـعـوبـَـهْ
* * *=* * *
أُولـِـعــتَ بـغـَـرفِ الأوحـالِ = بـلـِسـان كـالــقـَـدَح الــبـالـي
يَـلـهـو بـالـقـيـلِ وبـالـقـالِ = ومَـزاعـمَ شـَـتـّـى مـَـكـذوبـَـهْ
* * *=* * *
تـَهـذي بـمـجـالـسَ مَـوبـوءهْ = لـِتـهـيـنَ الـغـائـبَ وتـَـسـوءهْ
وتــُحـَـقّـرَه دونَ مُــروءهْ = فـي جـَـلسـَـة فـِسـقٍ أو رِيـبـَـهْ
* * *=* * *
مـااللــذّة فـي لـَحـمِ أخــيـكـا !؟ = هـلْ فـيـه طـرائـفُ تــُسْـــلـيـكـا !؟
أم فـيـه صـفـاتٌ تــُـعـْــلـيـكـا = فـتـَنـالُ مـَـكـاسـبَ مَـرغـوبـَـهْ !
* * *=* * *
إن كــنـتَ نـَـبـيـلاً ذا شـَـرفِ = فــتـَـرفـّـعْ عـن هـذا الـقـَـرفِ
وانْـهَ الـمـُـغـتـابَ ، أو انْـصَرِفِ= كـيـلا يَـغـرسَ فـيـكَ عـُـيـوبـَـه
* * *=* * *
إن كــنـتَ بـلا خُـلـقٍ يـَردعْ= أو كـنـتَ بـلا قــلـبٍ يـَخـشـَـعْ
فـاجـْـتَـرَّ لـحـومـاً ، وتَـمـتّـعْ = حـتـّى تَـلـقـى شَـرّ مـصـيـبـَـهْ