مع شجرة زيتون!!

قفْ يا بُنَيَّ هنا نستروح العطرا=فالنفسُ قد سئمت مما رأت هَجْرا في ظل زيتونةٍ في الأرض راسخة=غُربتها ههنا عرّت لها الستْرا أبصرْتُ في عينِها حزنًا دفينًا بدا=لسرها فاضحًا، كم زاده نشرا قرأتُ في وجهها أخبارَ ملحمةٍ=قرأتُ قصتها سطرًا تلا سطرا أختاه إني أشم منك رائحةً=الخور من مسكها تضمخت عطرا كأنني في ربى الشآم أنشقها=*ما السرّ فيما أرى فلتكشفي السرا لا تستري نعمةً قد بوركت أزلًا=الله باركها وزادها طُهْرا مدّت يديها إلى العينين ماسحة=دموع غربتها، تدفقت نهرا وأطلقتْ زفرةً من صدْرها أيقظتْ=من كان في غفْلة،وأذهبَت سُكرا رنتْ إليّ وطفلي كان مندهشًا=من حرّ زفرتها، ومُبديًا نُكرا ما للجمال أرى عينيه باكيةً=ما لي أراه بدا قد جُرّع المرّا أحرى بها يا أبي بالبشرِ ظافحة=فالنور في وجهها قد زادها سحرا مسحتُ ظهرًا له براحتي حدَبًا=وقلتُ: يا ولدي، مهْ تدرك الأمرا أرْختْ ظلالًا لها عليه وارفةً=أوراقها داعبتْ وجناتِه عصرا قالت له: ولدي، أبوكَ مثل أبي=في الشام كم بذلا لأهلها خيرا أبوك مثل أبي في حُبّها قضيا=وأفنيا، رغبة، منْ أجلها عمرا أبوكَ مثل أبي في لثْم تُربتها=مُقبّلًا وجهها ويلثم الظهرا كم أمضيا عُمُرًا في ساح مرجتها=وشاطرا أهلها عُسرًا تلا يُسرا في يُسرها نعمتْ بالعدل ظللها=في يُسرها رفعت لصيدها ذكْرا في يُسرها حرست حدودها وحمت=وأطلقت في سماها للعلا نسرا في يُسرها أصبحتْ للعلم مفخرةً=وذكرها قد علا، أنعمْ به ذكرا فجاءها من بعيدٍ معتدٍ نتنٌ=وعاث في أرْضِها،لم يدّخر شبرا رياضها أصبحتْ بالشوك زاخرة=مروجها قد غدتْ من جدبها قفرا ماتَتْ فضيلتها، عاشت رذيلتُه=أرجاؤها مُلئتْ من خُبثه عُهرا دماؤها سُفكتْ بأمره وجرت=كأنها أصبحت من وفرها بحرا وضاق ذرعًا به أهلٌ لها فغدوا=في كل ناحية، قد هُجّروا قسْرا فقال لي والدي، وكان محتضرًا=قرأتُ في عينه، يا مُهجتي، غدرا بُنيّتي غادري فالأرض في سعةٍ=في ظلّ طاغيةٍ لنْ تأمني المكرا هناك في أرضنا جزيرةٌ نعمت=بالأمن، هيا لها، ورتّلِي "العصرا" تلقين فتياننا في ساحها انتشروا=بيضٌ وجوههم، ترينها بدرا من بينهم رجلٌ سيماه واضحةٌ=يهديكِ،في نُصْحِه،أن تلزمي الصبرا خليلُ أنتَ الذي يعنيك قولُ أبي=ذي قصتي يا خليل فالتمس عُذرا أُختاهُ أنتِ التي أثرت ذاكرتي=تذكّرتْ مهدها في أرضنا السمرا ذكّرتني التّينَ والزيتون والعنبا= في ربوةٍ أشرقتْ من حُسنها زهرا يا أختَ سيناء فلنشحذْ عزائمنا=حتى نرى شامنا قد أهْدِيَتْ نصرا لا تجزعي فغدًا نمضي لبُغيتنا=في الشام، موعدنا، فلندفع المهرا