هذه التراكمات المديدة من الظلم والقهر والتعذيب ... من الطبيعي أن تولد غضباً عارماً ورغبة شديدة في الانتقام, وتطلعاً إلى ساعة القصاص, ونحن موقنون بأن يوم القصاص آتٍ لا محالة.. وهناك يلقى المجرم جزاء أعماله ..
الظلم داءٌ والقصاص دواءُ=والثأرُ للشعبِ الجريحِ شفاء
أسيافنا الغرَّاءُ طالَ هجوعُها=وتململت من صمتها العلياءُ
إن السيوفَ على الجنان ظلالها=وعلى السيوفِ المُرهفاتِ دماءُ
لا يُمنحُ العيشُ الكريمُ أذلَّةً=أبداً .. ولا يجدي الضعيفَ بكاءُ
العنفُ ليس طبيعتي لكنما=قد غيَّرتني المحنةُ الهوجاءُ
يا لائمي في غضبتي لولا تعي=ما قصتي.. لمَ ثورتي الحمراءُ؟
هي قصَّةُ الآلافِ قد طحنتهُمُ=هوجُ الرحى والفتنةُ العمياءُ
هي قصة الغولِ الذي لايرتوي=يهوى الدماءَ وهمُّهُ الإيذاءُ
هي قصةُ الكهفِ الرهيبِ, ورجعُهُ=آهُ السجينِ وغُصَّةٌ ودعاءُ
يا مُنكراً قتلَ العقارب... إنها=أصلُ البلاء وأمُّهُ الشمطاءُ
والخيرُ كلُّ الخير في إفنائها=والعفوُ في هذا المقامِ غباءُ
دعني أرى الطاغي وقد دارت به=كفُّ القصاصِ وكأسُهُ السوداءُ
ما عاد يُطربني نشيدٌ .. إنما=خيلٌ تُحمحِمُ والصليلُ غناءُ
لغةُ الحوار سئمتها, والحقُ في=حدّ السيوف.. وما سواه هباءُ
هيَّا خيولَ الله هيا فاركبي=طابَ الوغى وليخسأِ الجُبناءُ
هيَّا سيوفَ محمدٍ هيا اضربي=تشف الصدور ويَهلكَ الأعداءُ