كأس العروبة

لم يَبـقَ في الكـأسِ شـيءٌ يالياليـنـا

إلا الـثّـمـالةَ تبـكـي وَهْــجَ مـاضـيـنـا

هــل تنـدُبيـنَ من الأعـرابِ عـنـتـرةً

ونـحـنُ بِعـنـاهُ عـبـداً في مَخـاصـينـا

أم تشــتـكـيـنَ إلى ذي قــارَ مـهــزلـةً

لِـلـفُـرسِ حلّـتْ بـنـا في دارِ أهـلـيـنـا

لـمّـا أبـحْـنــا عـراقــاً كــان قـلْـعَـتَـنـا

ولـيـثَ حَـربٍ بـــهِ دهــراً يُـحـامـيـنـا

فما صحَـوْنا لـندبِ الـشـامِ يلطِـمُـهـا

عِلـجٌ ليسـرحَ كســرى في مـغـانـيـنـا

وخيلَـنـا البُلـقَ بعـنـاهـا ومـعـتصـمــاً

وكـــلَّ ذي نـخــوةٍ ترجـــو بـواكـيـنــا

وكـلّـُنـا الـيـومَ رأسٌ بـيـنَ إخــــوتِــهِ

وفي الخـطـوبِ ذُنـابى في أعـاديـنـا

وأيُّ رأسٍ بـنـــــا والـلـصُّ شَــــــرَّدَنــــا

نـبــولُ نـفـطــاً ولا نـــــارٌ تُـدفّـيـنـــا

مـن كـلِّ أرضٍ لـقيطٌ جاءَ ينهـشُـنـا

فَلَـحْـمُنا البَخْـسُ ردَّ الـوزْغَ تِـنّـيـنـا

تَخشى العروبةُ أن تسعى لِنُصرتِنا

فـتـفـتـحَ الـبـابَ للـقـاصي ودانـيـنـا

وفي الـتَّدخُّلِ ذنبٌ سـوفَ يُدخِلُـهـا

دوائـرَ الـغـدرِ والـعـدوانِ قـانــــونــا

أخزاكمُ اللهُ! ذي إيران قد دخلتْ

ولــم تُراعِ بـمـا تـجـنـي قـوانـيـنـــا

والـروسُ تـقـتـلُ بالآلاف في عَـلَـنٍ

ومجـلسُ الأمـنِ لـم يفـتحْ دواويـنـا

يَسْري على العُرْبِ قانونٌ ويغفلُهمْ

أما يَعي العقلُ إن نسمعْ مجانينا؟!

أسْـعـفـتُـمـونا بدمـعٍ لا يـردُّ لـظـىً

وبالـرَّغـيـفِ كـأنَّ الـجـوعَ مُـرديـنـا

وفي مخـازنِـكم يبكي السِّـلاحُ سـنا

كـرامـةٍ صَدِئتْ تَشـكـو مَـخــازيـنـا

هاتوهُ أو ناصرونا الـيـومَ أو فَدَعوا

هـذا الـتّبـاكي فـمـا كُـنـا قرابـيـنـا

ووفّــروا الــدَّمــعً أيّـامـاً لِموعـدِكـم

كُــلٍّ بِـدورٍ عـلى الـتـرتـيـبِ آتـيـنـا

إيـرانُ تـزحـفُ من بغـدادَ ســاعرةً

تريـدُ مـكّـةَ عَبرَ الـشّـامِ تَمكـيـنـا

وفي الخـليجِ لهـمْ أطماعُ مُغتصبٍ

فضيِّعوا أو ضعوا الأيدي بأيدينـا

وسوم: العدد 667