إلى كل أم شهيد مع التقدير
أرضعيني الدّعاءَ أُمَّ بلالٍ= واشبعيني ففي الدّعاءِ النوالُ
و أبي أرضعيهِ منكِ حنانا= واحضني قبرَهُ فهذا الدلالُ
وارْضِعي إخوتي فهم شهداءٌ=زفّةُ العرسِ للشهيدِ جمالُ
كم تمنّيتِ - و الأماني لعينيكِ= فداءٌ- ألاّ يعمّ الضلالُ
أنا يا أُمّاهُ افتديتُ دمائي= لأجازيكِ, لا يجازى الكمالُ
فلقد حطّمتُ الخنوعَ بإيماني= صحى من دعاءِكِ الأبطالُ
قد تماديتُ في اغترابي كثيرا= ما رماني إليهِ إلاّ النِّزالُ
بي إليكِ اشتياقُ صبٍّ كريمٍ= لحبيبٍ و أنتِ حبٌّ و آلُ
و أُحسُّ الدفءَ الرؤومَ بكفٍّ= وعلا جبهتي وقلبي الزلالُ
زارني الصبرُ, فيهِ منكِ خصالٌ=يتمنى ألاّ تزولَ الخصالُ
أنتِ يا فخرَ أُمتي, فنساءُ=الأرضِ في دموعهنَّ مقالُ
جسدي الملقى والمسجّى احتمى= منكِ حياءً تضمُّهُ الآجالُ
فلقد أرضعتِ الجَنانَ بنورٍ= وارتوتْ من إصراركِ الآمالُ
وتعلّمتُ منكِ خُلْقا رفيعاً= وتعلَّمتُ أنَّ عمري خيالُ
كلُّ عمرٍ من غيرِ عزٍّ هُراءٌ= وطني المجدُ والعُلا والقتالُ
إنّني في حواصلِ الطيرِ أحيا= ومعي إخوتي, أبي و الجمالُ
فدمائي تحنو لقبري زمانا=جنّتي حيثُ أنتِ فيها هِلالُ
وتعافيتُ من وجودي بِدُنياً= هي للمُسرفينَ أرضٌ ومالُ
فاسكبي في فمي الدعاءَ أيا أمَّ= بلالٍ قد فازَ فينا الفِعالُ
تستحِمُّ الدموعُ بالصبرِ في= عينيكِ عزّاً يخافُها الإذلالُ
أكرمي الصمتَ من دُعائكِ عذرا= فلقاءُ الأحبابِ يوما يُطالُ