الأخ يحيى كان من الفتية الذين يتقدون حماساً بمعنويات عالية, ويتوقون إلى مقارعة الباطل ودك حصونه.
كانت له عدة قصائد نارية, للأسف نسيتها, ولم أعد أذكر إلا هذه الأبيات:
هذه أبيات مقتطعة من قصيدة لا أعرف صاحبها.. ربما كانت الأدق والأرق في مقاربة الواقع الحزين..
جبَالَ النُصيريين شُدِّي رحالَكِ=إلى الموت حتى لا يَهِلَّ هلالُكِ
وتُسبى سباياكِ ويُنسفَ صرحُكِ=وتُضربَ أعناق الرجال فتَهلِكِي
فوالله لا يشفي صدور أحبَّتي=سوى راجماتِ النار تهتِكُ سِتركِ
خَبِرْنَاكِ حتى وحَّدتْنا عقيدةٌ=تَحُضُّ جراحاتِ القلوب فويلَكِ
فتبَّاً لك والعَارُ لطَّخَ بعثَكِ=وثديٌ من التلمودِ أرضَعَ نسلَكِ
وتعسَاً لك لا صبَّحتْك بشائرٌ=ولا نَزلَ الغَيثُ الكريم بحَيِّكِ
مساجدُ الشام ياربَّاه باكيةٌ=وحمصُ شاكيةٌ من هول ما كانا
وطفلةُ اليُتم في الشهباء دمعتُها=تمزقُّ الأرض زلزالا وبُركَانَا
أبا الفداء أنِلْني منك لي خبراً=عن موطنِ العزِّ عن أبناءِ مروانا
كم ذا صبرنا وإن الصبرَ شيمتُنا=كم ذا ابتُلِينا كأنَّ الهول يهوانا
كم ذا استعذنا بربِّ الناس والفلقِ=كم ذا قرأنا بقصدِ اللطفِ ياسينا
لانَ الحديدُ وما لانَت عزائمُنا=والقلبُ في ثقةٍ بالله .... ما لانا