مطارحات شعرية

د. عبد السميع اﻷنيس

هدية العيد 

من مجموعة المخطوطات اﻹسلامية

من فضائل مجموعة المخطوطات اﻹسلامية المباركة - وأنا أحد أعضائها- أن عددا من أعضائها كان يمتعنا بين الفينة واﻷخرى بأبيات شعرية جميلة في موضوعات شتى، ولكن يغلب عليها الغزل، وكنت أقوم بجمعها، وكان حصيلة ذلك (200 ) بيت، وهي:

1- اﻷبيات التي أمتعنا بها اﻷستاذ محمد كلاب أبو مالك، وهو أكثرهم استشهادا،  فقد بلغت(163) بيتا، وهي:

 أتتني تؤنبني بالبكاء

فأهلا بها وبتأنيبها

تقول وفي قولها حشمة

أتبكي بعين تراني بها؟

فقلت: متى استحسنت غيركم

أمرت الدموع بتأديبها

جس الطبيب يدي جهلا فقلت له

إن المحبة في قلبي فخل يدي

اهلًا بسائرة الصبا من نحوكم

وبما عهدنا من تعاهد طولها

أملت على الزهر المقطب ذكركم

حتى تبسم ضاحكا من قولها

يفديك بالنفس صب لو يكون له

أعز من نفسه شيء فداك به

 أشكو الذين أذاقوني مودتهم

حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا

واستنهضوني فلما قمت منتصبا

بثقل ما حملوني منهم قعدوا

لقد عثرت بجنح الليل رجلي

على شخص ولم يك في حسابي

فقال مجاوبا لي: أنت أعمى؟

فقلت: نعم ودواس الكلاب

لا غرو ان يصلى الفؤاد بحبكم

نارا تؤججها يد التذكار 

قلبي اذا غبتم يصور شخصكم

فيه وكل مصور في النار

بالله يا من أزمعت هجري

وجعلت الدمع على الخد يجري

سألتك بالله وبليلة القدر

هبني الحروف الأولى من كل شطر

وتنفس الصبـح الوضـيء فـلا تسـل 

عــن فـرحــة الأغـصــان والأشـجــارِ

غـنّــت بـواكـيـر الـصـبــاح فـحـرّكــت

 شـجــو الـطـيـور ولـهـفــة الأزهــــارِ

من غير أن نلتقي حاورت من أهوى

روحًا لروحٍ و طاب البـــوح والنّجوى

يا أيـها الطيــف لا تقطـــــع زيارتنا

وانزل علينا " نــزول المنّ والسلوى"

ليت الخيال على الأحباب ما طرقـا 

وليت هذا الهوى للناس ما خلـقـا

لولا حرارة قلبي من تـذكـركـم 

ما سال دمعي على خدي ولا دفقا

أصبر القلب في يومي ولـيلـتـه 

وصار جسمي بنار الحب محترقـا

يقول لي الكحال عينك قد هدت

فلا تشغلن قلبا عليها وطب نفسا

ولي مدة يا شمس لم اركم بها

وآية برء العين أن تبصر الشمسا

دع الوشاة وما قالوا ومـا نقلـوا

بينـي وبينكـم مـا سينفـصـلُ

لكم سرائـر فـي قلبـي مخبـأةٌ

لا الكتب تنفعني فيها ولا الرُسـلُ

رسائل الشوق عندي لو بعثت بها

إليكم لم تسعها الطـرق والسبـلُ

واستلـذُ نسيمهـا مـن دياركـمُ

كأن أنفاسهُ مـن نشركـم قبـلُ

وارحمتاهُ لصـب قـل ناصـرهُ

فيكم وضاق عليه السهل والجبـلُ

يزداد شعري حسناً حين أذكركـم

إن المليحة فيها يحسـن الغـزلُ

يا غائبين وفي قلبـي أشاهدهـم

وكلما انفصلوا عن ناظري اتصلوا

خـضـعت لـكم في الحب من بعد عزتي

و كل محب لـلأحـبـة خـاضـــع

هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى

وزرتك حتى قيل    ليس له صبر

ليتَ الذي كالطيف نَلْمَحُـهُ

يدنو لِنَسْمَعَـــــهُ ويَسْمَعَنا

أو ليتَـــهُ لو كـــانَ يَرْحَمُنا

قبلَ الرحيــــــلِ المُرِّ ودَّعَنا

 ألا بلغوا عني المحبينَ أنهمْ

و إنْ سكنوا قلبي عنِ العينِ غيبُ

أحنُّ إليهمْ منْ ديارٍ بعيدة ٍ

و أسألُ عنهمْ منْ يجيءُ ويذهبُ

نعب الغراب فدلنا بنعيبه

ان الحبيب دنا أوان مغيبه

يا سائلي عن طيب عيش بعدهم

جد لي بعيش ثم سل عن طيبه

وقال احدهم:

يا راحلا وجميل الصبر يتبعه

هل من سبيل الى لقياك يتفق

ما أنصفتك جفوني وهي دامية

ولا وفى لك قلبي وهو يحترق

أرى آثارهم فأذوب شوقا

وأسكب في مواطنهم دموعي

وأسأل من بفرقتهم رماني

يمن علي يوما بالرجوع

أعد الليالي ليلة بعد ليلة

وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا

 سلام عليكم والديار بعيدة

وإني إلى المسعى إليكم لعاجز

وهذا كتابي نائب عن زيارتي 

وفي عدم الماء التيمم جائز

يعز علي حين أدير عيني

أفتش في مكانك لا اراكا

 ما غيَّر البُعْد ودا كنت تعرفه 

وَلَا تبدَّل بعد الذكْر نسيانا

ولا ذكرت صديقًا كنت آلفه 

إلَّا جعلتك فوق الذكر عنوانا

أحبك حُبّين حبّ الهوى

وحبّاً لأنّك أهل لذاك

أنت ماضٍ وفي يديك فؤادي

ردّ قلبي وحيث ما شئت فامضِ 

ولي فؤادٌ إذا طال العذاب به

هام اشتياقاً إلى لقيا معذّبه

 ملكت قلبي وأنت فيه

كيف حويت الّذي حواكا

ما كنت أؤمن في العيون وسحرها

حتى دهتني في الهوى عيناكا 

 أستخبر الشمس عنكم كلما طلعت    

وأسأل البرق عنكم كلما لمعا

أبيت والليل يطويني وينشرني               

في راحتيه ولا أشكو له وجعا

أحبابنا إن يكن طال المدى فلكَم            

 قد قطع الشوق قلبي بعدكم قطعا

فلو مننتم على طرفي برؤيتكم          

   لكان أحسن شيء منكمُ وقعا

لا تحسبوا أنني بالغير مشتغل    

 إن الفؤاد لحب الغير ما وسعا

لئن بحتُ بالشكوى إليكَ محبة ً  

فلَستُ لمَخلُوقٍ سِوَاكَ أبُوحُ

وَإنَّ سُكُوتي إن عَرَتني ضَرُورَة 

 وكِتمانَها ممّن أُحبّ قَبيحُ

وما ليَ أخفي عنْ حبيبي ضرورتي  

وما هو إلاّ مشفقٌ ونصيحُ

بروحيَ مَن أشكو إلَيهِ وَأنثَني  

وقد صارَ لي من لُطفِهِ ليَ رُوحُ

ولوْ لم يكن إلاّ الحديثُ فإنهُ  

يخففُ أشجانَ الفتى ويريحُ

وكمْ رُمتُ أنّي لا أقولُ فخفتُ أن  

يقولَ لسانُ الحالِ وهوَ فصيحُ

وكِدتُ بكتماني أصِيرُ مُفرِّطاً  

فأبكي على ما فاتَني وَأنُوحُ

وأندمُ بعد الفوتِ أوفى ندامة ٍ  

وأغدو كما لا أشتهي وأروحُ

تكهنتُ في الأمرِ الذي قد لقيتهُ  

وليَ خطراتٌ كلهنّ فتوحُ

فراسَة ُ عَبدٍ مؤمنٍ لا كَهانَة ٌ  

وَمَنْ هوَ شِقٌّ عندَها وَسَطيحُ

فما حرّفتْ من ذاكَ حَرْفا كَهانتي  

فللهِ ظني إنهُ لصحيحُ

قالوا الهوى والحبُ هل تحنــو له 

 أم أنت في أرضِ الهوى متجلـدُ

قلتُ المحبـــة للذي نشـــر الهدى 

فحبيب قلبــي في الحياة محمدُ

‏سعِد الصباح بمثلكم وترنما

               يامن ترون به التفاؤل مغنما

فامضوا كراما آملين فقلمــا

               عاد المؤمل من كريمٍ مُعدَمــا

أزور البيوت اللاصقات ببيتها

وقلبي إلى البيت الذي لا أزور

وما كنت زواراً ولكن ذا الهوى

إذا لم يزر لا بد أن سيزور

يحدّثني الصباح حديث فأْلٍ

بأن الحُزن يعقبه ابتهاجُ

ويخبرني مُحيّا الشمس طلْقاً

ألا إن الكروب لها انفراجُ

 عليكم سلام اللهِ يا خيرَ رِفقةٍ

بهم تَستريحُ الرُّوحُ إن ضاقتِ الأَنحا

سلامٌ على أَهلٍ وصَحبٍ وجِيرةٍ

هُمُ الوَصلُ لِلمَقطوعِ في الفِطرِ والأَضحى

سلامٌ مِن الأَعماقِ يَسري إليكُمُ

زَكِيًّا كما تَسري بأَلحانِها الفُصحى

اذكـــرونا مثــل ذكـــرانا لكم

ربَّ ذكـــــرى قرّبت من نزحا

وارحمـوا صباً إذا غنـى بكم

شرب الدَّمــع وعاف القدحا!

مضَى بيَ الليلُ والأحبابُ هاجعةٌ

أرواحُـهمْ، وأنــا بالذِّكْرِ أَرعـــــاها

لا نومَ يا مُقلتي حتى أقــــولَ لهُمْ

صباحُكُمْ قَلْـــــبُ أُمٍّ في مُصَلاها

وناعِسٍ لو يذوقُ الحبَّ ما نعِسَا 

 عَساهُ يُغفي إذا جادَ المُحبُّ عسَى

ترى المحبَّ لِما يلقى يصِّورُ مَن  

يهوى فيشكو إليهِ حيثما جلسا

وللهَوَى جرَسٌ يُدعَى المحبُّ بهِ 

 فكلَّما كِدتُ أُغفي حرَّكِ الجرسا

فيا حامداً معنىً بصورة عاقلٍ .....

 أَما لكَ مـن قلبٍ شهيدٍ ولا سمْعِ

يَحنُّ إليه الجذعُ شوقاً وما لنا  ......

 أَلسنا بذاك الشَّوْقِ أولى مِنَ الجذعِ

 أنت الذي حنّ الجمادُ لعطفه **

 وشكا لك الحيوان يوم رآك

والجذع يسمعُ بالحنين أنينه ** 

وبكاؤه شوقاً إلى لقياك

ماذا يزيدك مدحنا وثناؤنا **

 والله بالقرآن قد زكاك

وبين الحشا والنحر مني حرارة...

ولوعة وجد تترك القلب ساهيا  

ألا ليت لبنى لم تك لي خلة...

ولم ترني لبنى ولم أدر ما هيا

وهذا أيضاً:

سلوه لِمْ يعاملُنِي بهجرٍ ... 

ولم يرحم فؤادًا فيه مُغرَم

ومن طبع الجميل الرفقُ فيمن ... 

غدا في حُبِّه - أبدًا - مُتيَّم

نظرت فجرّحت الفؤاد سهامُها

      ثم انثنت عنه فكاد يهيمُ

ويلاهُ إن نظرت وإن هي أعرضت

           وقع السهام ونزعهنّ أليم

 صــدٌّ، وهــجرٌ زائدٌ، وصَبابــةٌ ... 

ونُحــول جســمٍ للكآبــةِ أثبتَــا

حزنٌ، وتسهيدٌ، وعذلُ عواذلٍ... 

ما كلُّ هذا الأمر يحمله الفتى!!

إذا تحقّقتم ما عند صاحبكم 

من الغرام فذاك القدر يكفيه

أنتم سكنتم فؤادي وهو منزلكم

وصاحب البيت أدرى بالّذي فِيهِ

وتضيــقُ دنيانا فنحسبُ أننــا

سنمــوت يأساً أو نموت نحيبا

وإذا بلطف الله يهبــــط فجأةً

يربي من اليَبَسِ الفتاتِ قلوبا

عامٌ جديدٌ والحــروفُ قديمـــةٌ

فيهِ تُعَــــادُ وتُبْعَثُ الامجــــادُ

فالقدسُ ثائرةٌ، ومصرُ حزينةٌ

والشــامُ تسألُ عنكِ يا بغدادُ

يتيمٌ علّم الدنيا الأبــوة 

لطيف الطبع محمود السجايا

به نزداد ُ إصراراً وقوة

 ألا صلّــوا على خير البرايــا

وأطعتُ قلبـــــــي إذْ أشار إليهمُ 

فالقلبُ في شرع الهوى لا يكذبُ

لّما استحالوا في الفـــؤاد رأيتهم 

شهداً على روحي يُذابُ ويُسكبُ

صباحي أنتمُ والشـــــوق طاغ

يضج بداخـــــلي فلكم حنينــي

يجرجر في الضلوع هوى وحبا

يداعبني ويسكـــــن في وتيني

جفاني من أحبُّ فبتُّ وحــــدي

وهُم مهما جَفَوني في جُفونــي

منازلُهم بقلبــــي شاهقــــــاتٌ

كمنزلةِ البآبئ في العيــــــــونِ

إِذَا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ مِنْ نَحْوِ جَانِبٍ 

بِهِ أَهْلُ مَيٍّ هَاجَ قَلْبِي هُبُوبُهَا

هَوًى تَذْرِفُ الْعَيْنَانِ مِنْهُ وَإِنَّمَا 

هَوَى كُلِّ نفسٍ حَيْثُ حَلَّ حَبِيبُهَا

وما أنا بالباغي على الحبّ رشْوَةً 

قبيحٌ هوًى يُرجَى عليه ثوابُ

إذا نِلْتُ منك الوُدَّ فالمال هيِّنٌ 

وكلُ الذي فوق الترابِ تُرابُ

يا من على الصبح ذكراهم لنا أمل

والليــل في وصلهم يأتــي فيسلينا

الحــب لا يعـــــرف توقيتا يحـــدده

ما يفعل الشـوق في قلب المحبينا؟

لا رقَّ بعدهم الخيال لناظري 

إِنْ حَنَّ قلبي بعدهم لرحيق

لعب الفراق بنا فشَّرد من يدي

ريحانتي مدينتي وصديقي

وطوّق حبُّكم يا صحبُ قلبــــــا

رأى همما إلى العلياء تمضي

صبحٌ كأنَّ الحُـــور قبل شروقه

قبَّلنَــــهُ شغفــــــاً فزاد جمــالا

صبـــــحٌ تلاعبَ بالفؤاد نسيمُهُ

فاهتزَّ غصنُ الشـوق منه ومالا

صباح الورد ينعشنا شــــذاه

صباح الوُدّ أجمــــــل ما نراه

لكم في القلب أشواق تناهـت

وتقديـــــرٌ تبـــارك من حبـــاهُ

يا من بنار الجفا والصــد يكوينــا

مهلاً : فإنّ "صباح الخير" تكفينا

لا تبخلــــنَّ علينا إننــــا بشــــــــرٌ 

فُتاتُ وصلٍ من الأحبــاب يُرضينا

لا باعَـــدَ اللهُ عنا حُلْمَ أفئـــــــــــدةٍ

تهــــوَى اللقـــــاءَ ولا طالتْ مآسينا

هذا اللهيبُ الذي في البُعْدِ يُحْرِقُنا

لا شــــيءَ يُطْفِئُـــــــــــهُ إلا تلاقِينا

مضوا ووسط فؤادي بعد ما برحوا

يا سامح الله ما زلّوا وما اجترحـوا

هم غيمة الحب إن جاءت مواسمـه

وشمسه ضوؤهم باقٍ وإن نزحـــوا

‏تفوح الحيـــــــــاة ‏‏بأطيابهم

‏كما فاح روضٌ بطيب الزهـر

‏ونفــــــرح إن ما تبــــدَوْا لنا

كأفراحنا بانهمــــال المطـــر

‏ياربّ لي روحٌ أضعتُ صباحهـــــــا

‏وإليك تلجأ والمشــــــارقُ غافيــــــة

‏املأ مشارقها الرضى لتعــــود مِن

‏أسف الغروب إلى المشارق راضية

‏درج الضياء على البسيطة مذكــيا

‏فأل انبلاج الصبح من جوف الظُلَم

‏وبدت"صباحُ الخير"من قلبي لمــن

‏يرقى بحسن فعاله أعلى القمــــــم

 ‏الصبح يهتف والسرور يزفـه

‏جذلاً ومن أنواره ائتلق المدى

‏يرنو إليك بعين حــــب قائلاً:

‏صبح جميل ياجميلُ مجددا

‏ ‏‏‏وكم في الصبحِ من وجهٍ بهيٍ

يُصبّحُنـــا بألــوان الجمــــالِ

فبسمتهُ تزيــــــدُ الصبح نورًا

ونظرتهُ من السحـــــر الحلال

ِ

قلبي دليلي تسير الساق إن سارا

‏فليس ينكــــــر من أحبابـــــــه دارا

‏أُخـــوّةُ النبـــل لو جسدتُهــا نغما

‏ما اخترت غير نياط القلــب قيثارا

‏القلب يسألُ والعيــــون تجيــبُ

‏يحلو الكلام إذا ابتداهُ حبيـــب

نخشى الوشاة يبلغون رسالةً

‏فيبين من آماقنـــــــــا الترحيبُ

‏إطلالةُ الصبح تحكي حلــــوَ طلتكم

‏وبسمةُ الشمس تهديني تحاياكــــمْ

‏رعاكــم الله يا مــن بــــات قُربكـــــــــمُ

‏كبسمة الشمس أو كالصبح يلقاكـمْ

ما غـــابَ عَـــنَّا مَــٓن نُحِـــسُّ بِنَبضِهِ

فـــي نَبْـــضِنا وَلـــو المـــسافـة نائية

الغٓــائـبـونَ هُـم الذين نراهـمُ

بِعُــيـونـنا وَلـــهُم قُــلوب جَـافِية

‏أحلى منَ الصبحِ الـمُورَّدِ بسمــةٌ

‏ينســابُ مِلْءَ عيونِنــــــــا رَقْراقُها

‏وجهُ الصباحِ وأوجـهُ الأحبابِ كم

‏غطَّى علـــى إشراقِــــــــهِ إشراقُها

وإذا استفـزك من تُحب بفعلـهِ ..

فاسكُت كَـأنـك ما رأيتَ وما دريت ..

بعـضُ الـودادِ نَصـونـه بسُكوتِـنا ..

من ذا يُطيقك إن شكَـوت وإن حكيت

 أهدَى إليّ بكلِّ الحــبِّ بسمَتَــــــــهُ

وسوف أبقَى طوال الدهرِ أشكُرُها

الحُبُّ أثمَـنُ ما يُهـــدى، وكم تُحَفٍ

تُهدَى، ولكنْ هدايا الحبِّ أطهَــرُها

‏درستُ الفأْلَ حتى صرتُ شيخا

‏فخذْ سنداً صحيحاً واروِ عنـي

‏فعني عن فؤادي عن طموحــي

‏ثمـارُ اليأس بـذرتُها التمـــــني

يا ليتهم علِموا في القلب منزلهم

أو ليتهم علِموا في قلب مَن نزلوا

وليتهُم علِموا ماذا نكنُّ لهم

فرُبما عمِلوا غير الذي عَمِلوا

لغير الغزي

سكب الصباح على الوجوه عبيرا

            وكساه من حلل الضياء حريرا

فابدأ بأذكار الصباح تكن بها

           في كل صبح محصناً مسرورا

2- ومما أمتعنا به د. عبد الله المنيف، وعددها (7)وهي:

يا مَن لشَربةِ حوضِهِ نشتاقُ

وبمــدحــهِ تتــعطّــرُ الأوراقُ

صلَّى عليكَ الله حتى تنتهي 

أنوارُ نجمٍ في السَّمَا بَــرَّاقُ

‏لبعضهم

إنْ طال شوقُ العالمينَ لبعضهم      

فالشوق نحوكَ لا يُحاط مداهُ

صلى عليكَ اللهُ ما رُفِع النداء  

وتحركــــتْ بـالباقيات شفــــاه

يا نسيم الروح ، قولي للرشا 

لم يزدني الــورد إلا عـــــطشا 

لي حبيب حبه وســـط الحـــشا 

لو يشا يمشي على خدي مشى 

روحه روحي و روحــي روحه 

إن يشأ شئت و إن شئت يشــا

3- ومما أمتعنا به د. عبد الحكيم اﻷنيس، وهي:

وقالوا إنما الأيام تنسي

         ونار الشوق تزداد اضطراما

يمر الليل أحسبه شهورا

   فكيف وقد مضت عشرون عاما

4- ومما أمتعنا به اﻷستاذ عبد الله باوزير، وعددها (3) وهي: 

أنت الجمال ومنك كل جميل ** 

وإلى دروب العشق أنت دليلي

هيجت سلطان القريض ولم أكن **

 في الشعر نظاما وليس بقيلي

لله ما أصفا حروف قصيدكم ** 

وأرق معنى من هواء عليل

5-ومما أمتعنا به د. عبد الرزاق مرزوك، وعددها (4): 

جود وفضل والتودد شيمة  

لك طبقت سعيي فحبك غالب  

من لي برأسك أرتجي تقبيله 

يوما، فشوقي في اللظى يتقلب 

أشتاق بعد إليكمو ويزيدني 

بعد الديار صبابة وتألما 

بلواي حبك والإقامة دونه 

أرعاه دوما بالتطلع والندا 

6- ومما أمتعنا به الدكتور رياض الطائي، وعددها (7)، وهي:

وأُلقي حتى في الجمادات حبه ...... 

فكانت لإهداء السلام له تُهدى 

وفارق جذعاً كان يخطب عنده ......

 فأنّ أنينَ الأم إذ تجد الفقدا 

يَحنّ إليه الجذع ياقومُ هكذا ......

 أما نحن أولى أن نحنّ له وجدا 

إذا كان جذعٌ لم يُطق بعدَ ساعة ......

 فليس وفاءً أن نُطيق له بُعدا

كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها

وأني على أمني لديها أخافُها

كبيرٌ عليها بعدما شاب مفرقي

وجفَّتْ عروق القلبِ حتى شغافُها.

تضــوّع مسككم في كل أرض

وبات ضياؤكم في كل غمــض

6- مما أمتعنا به الدكتور محمد الشهري، وقد بلغت (14) بيتا: 

ولي كبد مكلومة من فراقكم

أطامنها صبرا على ما أجنت.

تمنتكم شوقا إليكم وصبوة

عسى الله أن يدني لها ماتمنت.

ولستُ بمفشٍ سرّها غير أنني

 إذا لاح مرآها أطيل تأوّهي.

أنا المُنتهي عن كل شيءٍ يُريبها

 سوى أنني عن حبها لستُ أنتهي.

 أستغفر الله الا من مودتكم 

  فإنها قُربةٌ لي يوم ألقاهُ 

فإن زعمتم بأنّ الحبّ معصيةٌ 

 فالحبّ أحسنُ ما يُعصى به اللهُ

فؤاد من لواعجه يذوب**            

  ودمع من مجاريه يصوب.

وكرب ليس يدنومنه كرب *          

 إذا اعتبرت لدى الناس الكروب.

إذا بالقلب ثار ذكرت بيتا              

 ليسكن منه بالذكراللهيب.

تمثلت الرواة به قديما

  إذا نزل بساحتها الخطوب.

ونص البيت أذكره ليروى*           

  لأن بذكره تسلو القلوب.

(عسى الكرب الذي أمسيت فيه**  

       يكون وراءه فرج قريب 

تطير أرواحنا شوقًا، ولو قدرت

        طارت إليكم مع الأرواح أبدانُ

أنتم نَدامى الهوى! ماللهوى بدلٌ

       منكم إذا سامر المشتاقَ ندمانُ

وسوم: العدد 675