(الإهداء: إلى كل متقاعد امتص اللصوص دمه،
على هامش المصادقة على رفع سن التقاعد في المغرب)
اَلوحشُ السّادِي امْتصّ دَمي =في الحِلّ زمانًا والحَرَمِ
وامتصّ رحيقَ العُمْرِ وأَوْ =رَثَني أورامًا في سَقمِ
وَالآنَ ذَبُلتُ وأُوشِكُ أنْ =أَسَّوّى تُرْبًا بالرِّمَمِ
لكنَّ الوحشَ السّاديَ مِنْ =شَرَهٍ ما زالَ يَمَصّ دَمي
* * *=* * *
وحشٌ؟ كلّا فالوحشُ أعَ =فُّ لَدى الأطماعِ عنِ اللَّمَمِ
لا يُثخِنُ فتكًا في الضُّعفا =ءِ ولا يَبغي حدَّ البَشَمِ
أرأيتَ سِوى الإنسانِ عَلى =ميزانِ الحقِّ بِمُجْترِمِ
يَعدُو ويغُشّ ويَطغى كَيْ =يتقلّبَ في خَزِّ النِّعَمِ
وَلَوَ اغْرقَ مَنْ في الأرضِ سِوا =هُ بِيَمِّ القَسوةِ والألَمِ
* * *=* * *
تاللهِ صَدَقتَ فَفيمَ الذُّ =لُّ فَلسنَا نصرخُ مِلءَ فَمِ
أنُسامُ الخَسفَ ولا كَعبي =دٍ من أدنَى أدنَى الخَدَمِ
ونُقادُ إلى المِسلاخِ كما الْ=حَمَلُ المُستسلمُ وهْوَ عَمِ
كيْ نَرويَ مِن دَمِنا بَغيًا=ظَمَأَ الصُّندوقِ المُخترَمِ
والصُّندوقُ المجنونُ يضُ=خُّ لِكُلِّ لئيمٍ مُتَّهَمِ
أنهارَ دِمانَا جارِيةً=بصبيبٍ يُزْري بالكَرَمِ
لا الصندوقُ المجنونُ رَوى=ظَمَأً لا اللُّؤمُ بِمُنفطِمِ
* * *=* * *
بَاعوكَ فإلَّمْ تَشْهَرْ في=هِمْ صَيْحةَ غَيظٍ مُضطرِمِ
أكَلوكَ إذا نفِدَ الدَّمُ إنَّ=هُمُ عنْ صَمتِكَ في صَمَمِ