أيُّها الملحدُ فكّرْ
إلى الملحدين الذين بنوا أحكامهم في الأمور المصيرية في الحياة على الأوهام ، فاغرقوا العالم في الظّلام والآلام .
،
كم زعمتم أنّما الإنسان قردٌ وتطوّرْ
كم زعمتم أنَّ عصر الدِّين ولّى
أنّ عقلَ اليوم يعلو عن هدى الأديان علما ... قد تحرَّرْ
قد تخلَّى عن قيود الدين في علمٍ تبلورْ
لم يكن علما دقيقا
كان وهما
كان رأيا من رؤى عقل يفكِّرْ
ضخَّم الصُّهيون ظنًّا من هوى الدروين خبثا ... ثم زوَّرْ
أبدع الإلحادَ زعْما ...
أنَّ ربًّا يخلق الإنسانَ جهلٌ
بل تحجُّرْ
أنَّ دين الله أفيونٌ يخدِّرْ
فانتفت أخلاقُ أرواحٍ تهاوتْ
في قذى فكرٍ يدمِّرْ
فإذا الإلحادُ علم ٌوتقدُّمْ
وإذا الإسفاف والإفساد فهمٌ ... بل تحضُّرْ
وسرى الإثم عميقا في عروق النَّاس كفرا... وتجذَّرْ
وتنامى الزُّور في غرْب النَّصارى
فتعامى الشَّعب عن دين تهاوى ... فتنكَّرْ
وغدا في الأرض قطعان وحوشٍ
في الورى تطغى وتدعَرْ
وانتشى الصُّهيون بطْرا
حين أضحى الدِّين جهلا وتكدَّرْ
وغدا يعبثُ بالنَّاس غرورا
فيضلِّلْ
ويذلِّلْ
ويغرِّرْ
وانبرى يزرع أشواك البلايا ويدبِّرْ
فرض الصُّهيون زوره ْ
في رؤى شعب بليد لا يفكِّرْ
فإذا النَّاس لشُرْهٍ
مثل أشياء تباعْ
فتُساوَمْ
وتُسعَّرْ
كل ذي مالٍ وفيرٍ سوف يحضى بهوى شعبٍ مُغرَّرْ
باع دينه ْ
باع عرضه ْ
باع أرضه ْ
ها هو اليوم أسيرْ
نحو ظلم الخلق يُزجى ويُجرجرْ
أيها الغربيُ بارت فكرة الإلحاد فانهض ...
وتطهَّر ْ
وتحرَّر ْ
سطوة القوَّة وهمٌ وجهاله ْ
ربُّنا الجبَّار حقٌّ
قوَّة الجبَّار أكبرْ
لا تبالغ في هوى الطُّغيان كِبرا وغُرورا
إنَّ عدل الله في الدَّهر مسطَّرْ
أيُّها الملحدُ راجعْ فكركَ السَّاقطَ واصعدْ
فكرُك الأعمى تعرَّى
كذبة الدَّرْوين ِخارت وتلاشتْ
ها هي اليوم بحدِّ العلمِ تُردى
تتهاوى
تتبخَّرْ
قد تهاوت حين قامت ... من زمانْ
هدَّها عقلٌ إبانْ
ثمَّ مُدَّتْ من قذى الصُّهيون دهرا لتُعمِّرْ
غير أنَّ الحقَّ أعلى
كلُّ فكر واهِيَ البرهان يُدْحرْ
أيُّها الملحدُ اسمع :
كل رأيٍ ساقه القرآن حقٌّ
كلُّ فهمٍ في عَمَى الإلحاد حُمْقٌ
صَحْصَحَ الحقُّ بدينٍ خالدِ الأفكار فارجعْ
فتعلَّم ْ ... وتذكَّرْ
أيُّها الملحدُ فكِّرْ
وسوم: العدد 679