العراق يدكُّ مراراً بالتفجيرات والانتهاكات والصراعات / يَا لُعْبةَ الأقْدَارِ لَا تَتَرَدّدِي/ كريم مرزة الأسدي/ البحر الكامل التام:
يَا لُعْبةَ الأقْدَارِ لَا تَتَرَدّدِي =زِيْدِي بَلَاءً ما بَدَا لَكِ وَانْكِدِي
وتهوّري ما شئتِ أنْ تتهوّري=صبّي جحيماً وابْرقي ثمّ ارْعدي
بيعي الشهامةَ والمروءةَ وَابْخسي=وبصولةِ الأشرارِ قومي وَاقْعدي
لا تختشي منْ دهرِكِ متقزّماً =فإذا كبا قزمٌ بحوْلكِ صعّدي
وتثقّفي بالهابطاتِ ، فمنْ درى= زهوُ الجهولِ يضيءُ ممّا يرتدي؟!
وتعلّمي بين الخرائبِ وحشة ً= منْ دونِ علمٍ نيّرٍ متجدّدِ
أمّا الطفولةُ والبراءةُ فاعلمي = أطفالُنا سعرُ الحليبِ الأفسدِ
ثمَّ اسْلبي قوتَ الضعيفِ ولملمي = أموالَ قارونٍ إليكِ وحشّدي
أو صيّري الدينارَ سعرَ الدّرهمِ = ثمّ اسحبي منهُ صحيحَ العسجدِ
عَرَقٌ ، عصارةُ فكرنا منْ ريّهِ = وردتْ ، فدكّتْ خدعةَ المتبلّدِ
يا نصفَ قرنٍ صدَّ من كيدِ العدى= كي تقفزي فوقّ الدّجى المتلبّدِ!!
* * *=* * *
يالعبةَ الأقدارِ: زيدي عدّدي = ما تأكليهِ اليومَ يُطرحُ في غدِ!!
إنْ قيلَ جدّكِ من أصولِ الأبعدِ = فتناولي أجدادَ غيركِ وابعدي
وتتبّعي مَنْ تبغضينَ وعلّلي : = أبناءُ قحطانٍ دمُ المستورَدِ
لا تخجلي وترنّحي وتهاتري = ولِمَ الحيا أمن الضعيفِ الأوهدِ؟!
ثمَّ اهْتكي حُرماتِ كلِّ مقدسٍ =ما الفرق بينَ مراقصٍ أو مسجدِ ؟!
وخُلقتِ منْ نورٍ وغيركِ طينةٌ ٌ= لا تقبلي إلاّ بلفظةِ (سيدي)
فدعِ العروبةَ شعبَها وترابَها = والنابغينَ رهينة ً للأوغدِ !!
وتنصّري وتشيّعي و تسنّني = وعليكِ بالعقبى ، وإنْ تتهوّدي
يالعبة الأقدارِ: زحفكِ زحفكِ = بدءًا بآثارٍ ، وثنّي بمرقدِ
وإذا خسرتِ تهافتي للأجنبي = فلعلَّ ينعمُ بالبقاء الأسودِ
أو وقّعي كلَّ الصكوكِ واكثري = إنْ قالَ كفّاً ، قولي بل كلَّ اليدِ
* * *=* * *
يا لعبةَ الأقدارِ: مالكِ ضرّةٌ = في سحقِ قومكِ فارقصي ثمَّ انشدي
فتعدّدُ الأحزابِ فوضى أمرهم = حاشاكِ من متدينٍ أو مُلحدِ
وإذا أتتكِ مذمّة ٌ منْ فاضلٍ = قولي : فسادُ الرأي أنْ تتردّدي
مَنْ قدّسَ الأوطانَ قبلكِ أحمقٌ = فبنعمةِ الأوطان ذمّي واجحدي
وتعلّقي بالعرشِ وارثةَ السما = إيّاكِ منْ متربّصٍ متصيّدِ
مَنْ رقى مثلكِ للمعالي خبثهُ = أندى برفعِ نديدكِ للمقودِ
فتشرّبي نسغَ الخساسةِ ضامراً= شوكَ القتادِ ، وكافراً بالمحتدِ
* * *=* * *
يا لعبة َالأقدارِ: مالكِ في الورى = مَثَلٌ فيا بؤسَ الزّمانِ الأنكدِ
فتكرّمي في قطرةِ الماءِ التي = أضحت بعهدكِ مثلَ نيلِ الفرقدِ
أو وزّعي قرصَ الرغيفِ مقسّماً = لليومِ نصفٌ ، ثمَّ نصفٌ للغدِ
بلْ صوّري للبائسينَ بأنّهمْ = عاشوا الحياةَ بظلِّ عهدٍ أرغدِ
يا لعبة َ الأقدارِ مالك والعلا=لقدِ التهمتِ الجرمَ ساعةَ مولدِ
ما كانَ طبعك ِ للعلا فتمرّدي= مّنْ حلَّ غيرَ مكانهِ لم يرقدِ
مَنْ عاشَ عاشَ ومِنْ يمتْ فلهُ البقا = في ظلٍّ ربٍّ بالجنانِ الخلّدِ
في ذمّةِ اللهِ الذين تهافتوا= للموت أفواجاً كسيلٍ مهتدِِ
عَرَقٌ ،عِصَارَةُ فِكْرِنَا منْ رَيِّهِ = وَرَدَتْ ، فَدَكّتْ خُدْعَةَ الْمُتَبَلَّدِ
يَا نِصْفَ قَرْنٍ صَدَّ مِنْ كَيْدِ العِدَى= كَيْ تَقْفِزِيْ فَوْقَ الدُّجَى الْمُتَلَبِّدِ!!
فَتَثَقّفَي بِالْهَابِطاتِ ، فَمَنْ دَرَى= زَهْوُ الجّهُوْلِ يَضِيءُ مِمَّا يَرْتَدِي؟!
يَا لُعْبةَ الأقْدَارِ لَا تَتَرَدّدِي = زِيْدِي بَلَاءً ما بَدَا لَكِ وَانْكِدِي