تأسى عليك الضاد والأشعارُ = وعلى سناك من الأفول تغارُ
فاروقُ ، كنت لضاد قومك حارساً = حتى تسامت حولها الأسوار
لكنْ سهامُ المفسدين تحشدت = ومع السهام تعاظمَ الإضرار
خضعت قلاع الضاد بعد إبائها = وعلا القلاعَ ، وسادها الأشرار
نبذوا بهاء الضاد نبذة جاهل = وكذاك يصنع بالبها الأغرار
قالوا " عقيمٌ " والعقيم عقولُهم = وخيالهم أبداً إليه عثار
قالوا " تقصر" عن بيان (معارفٍ) = وهم المقصر ، تشهد الأعذار
حتى أماليهم عتت أخطاؤها = وشكت جموحَ عتوها الأسطار
وسطت على " لن" الجهالةُ ، فاغتدت = للجزم حرفاً شاءه الأغمار
أم اللغى ، لغة الكتاب برأيهم = ليست بذات معزةٍ ، فتُجار
ولغى الأجانب عندهم محمودةٌ = يُجرى لها في لهفة ويُطار
وتجيئهم في دارهم ، فإذا همُ = من حبها مجموعةٌ سُكار
لسنا نحارب للغات تعلماً = لكنْ نحارب أن يكون صَغارُ
إنا نحارب نبذهم لهويةٍ =لغةُ العروبة نبعُها الثرار
* * *=* **
فاروقُ ، قرت منك عينٌ بعدما = أوغلتَ في ذود إليه يُشار
غرسات حب الضاد بعدك ، فاطمئنْ = لا ريب أن مآلها الإزهار
مهما تجبرت العواصف فوقها = ستظل نامية ، ولا تنهار
الضاد خالدة خلود كتابها = ولها على طول المدى أنصار
والمفسدون مآلهم أن يُدحروا = دحر الفساد تشاؤه الأقدار
هذا قصيدك من حدائق شعرنا = منه محب الشعر كم يشتار!
سحر المحاسن لا يبيد وإن قسا = هول الخطوب ، وطالت الأدهار
وعلى ثراك مدامعٌ من شاعرٍ =حب العروبة في حشاه مُثار