ألم ترَ كيف قد هاضوا جناحي = وخلوني لرقطاء البطاح؟
ظننت رماحهم هُزّت لمجد=وإذ برماحهم نكَأت جراحي
فأنت العون يا ربّي عليهم=وأنت نصيرُ حيّ على الكفاح
إلهي هب لنا من كلّ خيرٍ=وجنّبنا الشرور بكلّ ساح
وألهمنا الرّشاد بكلّ أمرٍ= فإنّا في امتحانٍ واجتراح
* * *=* * *
نعم إنّا خلقنا لامتحانٍ =يَميز الزّيْفَ من صِدْقٍ صُراح
فهذا يدّعي كرَمَ السّجايا =وذلك يرتدي ثوبَ الصلاح
وآخرُ عابدٌ لله تقوى=وثمّ صريعُ غانيةٍ وراح
* * *=* * *
وهذي طُغمة تقتات ظلما=قلوبَ الأبرياءِ فمن يلاحي؟
وتعلن أنّها حملٌ وديعٌ= تساورهُ الأسُودُ بلا جُناح
وهذي دولة بطشت وتاهت= على الدّنيا بأنواع السّلاح
فتنشرّ شرّها في كلّ دربٍ= وتهْدُرُ حقّ مكسور الجَناحِ
* * *=* * *
وحتّى المسلمونَ بكلّ أرضٍ= تراهم دائبين على التّلاحي
فكلّ قد أعِدّ له قرونٌ= لِيَبْقرَ بطن إخوانٍ صُراح
أرادوهم وعولاً أو كباشاً= لِيبْقَوا في صِراعٍ أو نِطاح
وكم يُغرَى بهم ذئبٌ شريسٌ= فتسمع منهمُ ذلّ النواح
كذا مَن يدّعي الإسلامَ زوراً=يذلّ ولو حوى كلّ السّلاح
* * *=* * *
فأين المؤمنونَ اليوم منا ؟= فقد ذهبوا كأنوار الصباح
وكانوا غرّة التّاريخ دهراً= وكانوا غيث أيامٍ مِلاح
وجئنا بعدهم بوجوه قبْحٍ=وصرنا سُبّةً في كلّ ساح
أحقا نحن أحفادٌ لسعدٍ= وأتباعٌ لأبطالٍ صِحاح
معاذ الله لسنا من رعيلٍ= مَضَوا بالنّور والصّبْح اللّياح
ولسنا أمّة الإسلام حقّاً= فإنّا اليومَ في شِرْكٍ بَوَاح
أطعنا النّفس والشّيطان حتّى= سقطنا سِقطة الدّنس الوقاح
لذا هنّا على الله فصرنا=كجِعْلانٍ لها نتن الرّياح
* * *=* * *
ألا من توبةٍ يا قوم تمحو= ذنوباً أظلمت منها النّواحي؟
ألا فرّوا إلى الله جميعاً= فعند الله منبلج الصّباح