" غرناطة في يوم الأربعاء 2/شعبان 1463ه الموافق 20/5/ 2015بمناسبة مؤتمر الترجمة تراد
يا سِباعَ القَصْرِ أَيْنَ السَّبُعُ = أينَ أهلُ القصْرِ أَيْنَ الرَّبُعُ ؟
هَلْ مَضَوْا في نُزْهةٍ أَمْ أَنَّهُمْ ؟ = غادروهُ ، أَمْ قَضوا لمْ يرجعوا ؟
أَقْعَتِ الأُسْدُ وقالتْ قولةً = نَزَفَ القلبُ لها والأَدْمُعُ
أَيُّها السَّائِلُ لا تَسْأَلْ فَهُمْ = غادَروا والقلبُ فيهمْ موجَعُ
نحنُ في هَمٍّ وَغَمٍّ مثلما = سارَ أَعْمى في فلاةٍ أَقْطَعُ
أَيُّها السَّائِلُ عنْهُمْ إِنَّهُمْ = تُرْبُ هذي الأرضِ فيها زَرَعوا
زَرَعوا العلمَ بُذورًا أَيْنَعَتْ = وصنوفُ الفنِّ فيهِ بَرَعوا
فَشموسُ العزِّ مِنْهُمْ سَطَعَتْ = وبِهمْ أَقمارُها تَرْتَفِعُ
حَصَّنوا الدُّنيا بِعَدْلٍ وَتُقىً = وَطريقَ الرِّفْقِ نَهْجًا شرَعوا
رَكَزوا راياتِهِمْ فوقَ الذُّرى = وعلى الآفاقِ ذِكْرًا رَفَعوا
ملأوا الأَرْضَ علومًا زانَها = كُلُّ فَنٍّ ماتعٌ بلْ أَروَعُ
فَزَها القَصْرُ بِهِمْ مُبْتَهِجًا = وزَهَتْ فيهِ نُجومٌ تَلْمَعُ
كانَ رَوْضًا لِظِباءٍ رُتَّعٍ = وَبِهِ الغِزْلانُ تَعْدو تَرْتَعُ
إِنْ يَكُنْ عِنْدَكَ مِنْ أَنْبائِهِمْ = خَبَرٌ فيهِ سُرورٌ يُمْتِعُ
فاعْجُلِ القوْلَ فإِنَّا في جَوًى = مَنْذُ أَنْ قدْ غادروا ما وَدَّعوا
نَزَفَ الجُرْحُ وَغامَتْ أَدْمُعي = أَلَمًا ضُمَّتْ عليهِ الأَضْلُعُ
وَسَرى في السَّمْعِ صوتٌ نادِبٌ = وَبَكَتْ إِثْري الدِّيارُ البَلْقَعُ