المجدُ بالإسلامِ يبقى خالدًا=يروي حديثَ الصحوةِ الشَمَّاءِ
بجميلِ شدوٍ إنْ ترنَّمَ شاعرٌ=وحنينِ قومٍ ضجَّ في الأحناءِ
وبشوقِ قلبٍ مؤمنٍ إذ يشتهي=عبَقَ الربيعِ بحقلِه المعطاءِ
وبطيبِه الفوَاحِ بينَ أضالعٍ=سكبَ الشَّذا نجواهُ في الأفياءِ
وحديثُه يسبي العقولَ روائعًا=صاغتْ مفاتنُها يدُ الشُّعراءِ
هو دينُ ربِّ العرشِ جلَّ جلالُه=هيهات يبلى مدةَ الآناءِ
سبحان ربي قد أباحَ بحبِّه=من أنفُسٍ يوم الفدا و دماءِ
ضمَّتْ مآثرُه الحِسانُ حضارةً=تسمو بِهَدْيِ الشرعةِ الغرَّاءِ
يحميهِ جبَّارُ السَّما من معتدٍ=طاغٍ ومن شرٍّ ومن بغضاءِ
ومن اشتعالِ البغي في دنيا الورى=ومن انكفاءِ الخيرِ والنعماءِ
ياأيُّها الإسلام وجهُك مشرقٌ=رغم احتلاكِ الظلمةِ العمياءِ
مازلتَ في دنيا الفضائلِ شامةً=رغم العتاةِ وزمرةِ السُّفهاءِ
أيامُك ازدهرت ولمَّا تلتفتْ=للمحنةِ اشتدَّتْ وللبلواءِ
يُرجَى بدينِ اللهِ خيرُ تقدُّمٍ=في العالمين وليس بالآراءِ
واليوم فتيانُ الهدى ما أذعنوا=إلا لربِّ الخَلْقِ ذي الآلاءِ
طوبى لهم ماغرَّهم زيفٌ ولا=لانوا لزخرفِ باطلٍ وهُراءِ