"إلى الأحبة الراحلين، وقد خلّفوني وحيداً".
لا ترسـمي همي ولا أحزانـي= فأنا –فديتُكِ- في نزيف دامي
وأنـا جراحي لم تزلْ مذعورة ً=قد زادها رهـقاً دجـى أيامي
أرقـي الذي أودعتُه فـي نجمة=متـوجـعٌ مـتطـاول الآلام
هو لوحةٌ مهمومة فيـها الأسى=من نزف أعصابي وفرط أُوامي
ماذا أقصُّ عليكِ، بعضُ توجعي= أنـي فُجعت ُبيقظتي ومنامـي
أصحو على همـي فأذكر إخوة= بـالأمس كانوا زهوة الإسـلام !!
وأنام – لا والله – مـا فارقتُهم= فـجميلةً تغـدو بهـم أحلامي
الهـمُّ أرهقـني، وكبّلني الأسى= وتعـثرتْ في مهمهٍ أقـدامي
لولا الهداية ُضوَّأتْ في حيرتي= هذا الظلامٓ لما حفظتُ ذمامي
غيري لديه قصائد تصف الهوى= فاستنشديه رقـائـق الأنـغام
إن شئتِ أن تصغي فهذي لوعتي= قيثار حزن مثـخن الإلهـام
فلديّ قلـب لا يميل مع الهوى= وعـواصفٌ هي رقة الأنسـام !؟
ولـديّ كنزُ مجامرٍ من حرقـة= ولـديّ غابات ُالأسى المتنامي
ماذا لديـكِ لراحل قبـل النوى= قالت: دموعٌ! قلت: خـير إدام
قالت: وأنـاتٌ ! فقلت: لعـلها= خير العزاء إذا لقيـتُ حِمامي
حسبي وجدتُ –اليوم-من يحنو على=جرحي ومن يأسو على أسقامي
لا ترسمي همـّي ، فهذي حالة= للحزن، قد عزّت على الرسَّـام !؟