كوني كما أنت يا شهباء صامدة
موتٌ ببسْتانها والحزنُ قد حجبا
سيفًا بأردانها لله قد غضبا
شهباءُ لا تيأسي فاللهُ منتقمٌ
مدِّي إليه يدًا تستعذب النصبا
لا تشتكي إخوةً شُلَّتْ عزائمهم
لا تشتكي الكونَ إنْ أغضى وإنْ كذبا
مأْساةُ زهرِكِ ترتيلٌ ومئْذنةٌ
جنَّاتُ عدْنٍ دعت في عزَّةٍ حلبا
كوني كما أنتِ يا شهباءُ صامدةً
دوسي على الظلْمِ صبِّي فوقه اللهبا
ولتصفعي الجبنَ لا تصغي لجوقته
ولتبعثي من ثراكِ العزم والغضبا
ولتكتبي بدمِ الأحرارِ أغنيةً
تسبي بألحانها من للعلا طلبا
لن يخذلَ اللهُ من ثاروا لعزتهم
من هيَّؤوا للنصر النفس والسببا
من قاوموا الظلْمَ من عاشوا على ثقةٍ
أن الظلامَ يهابُ الشمسَ والشهبا
شهباءُ كم صرخةٍ دوَّتْ مزلزلةً
لكنَّها صرْخةٌ لم تُسْمعِ العربا
كانتْ تؤذِّنُ في أرجاء محنتا
أنَّ الصباحَ أتى والليل قد هربا
شهباءُ هذي يدُ الأمجادِ قد كتبتْ
أنَّ انتصارَكِ رغْم البؤس قد كُتِبا
وسوم: العدد 699