موسيقارُ الاْجْيَال
في رثاء الموسيقار الكبير " محمد عبد الوهاب "
( في الذكرى السنوية على وفاته )
حاتم جوعيه - الجليل
[email protected]مطربَ الجيلين ِهلْ اجْدَى العزاء
هيكلُ الفنِّ لقدْ شيَّدتَهُ
صْوُتكَ السَّاحرُ كم شاقَ الدنى
وعذارى الحبِّ كم لوَّعَها
قبلة َ العشاقِ ِ ، فيهِمْ قاضيًا
"ودعاءُ الشرقِ ِ" قد خلدته ُ
نهُرك َ الخالدُ ترنيمة ُ كلِّ
فدموعُ النيل ِ طوفانٌ وكم ْ
كنتما أمسِ ِ حبيبين وكمْ
مَادَتِ الأهرامُ من هول ِالاسى
لم يُخَلَّدْ كائنٌ قبلك ، لا ،
إنها الدنيا خطوبٌ لم تزلْ
أينَ " رمسيسُ" الذي جابَ المَدَى
أين "خوفو " اين "حَتشَبْسُوت ُ"
إنهُم زالوا ولمْ يبقَ سوى
أيها الرَّاقدُ في جفن ِالثرى
أيها الرَّاحلُ هلْ من ملتقىً
وردة ٌ بيضاءُ في صمتِ الضُّحَى
يسكرُ الُعُشَّاقُ من نظرتِهَا
دمعُهَا الذائبُ درٌّ ساحرٌ
إنهُ الحُبُّ لذيذ ٌ سحرُه ُ
يا خَليَّ القلبِ من نار ِالهوى
فالهوى عَذ ْبٌ وما أحلى الهوى
يا لقلبٍ برَّح َ الشوقُ به ِ
أنا والحبُّ صديقان ِ إلى
أنتَ للفنِّ سناءٌ وسنا ً
فاملإ الدنيا عبيرًا وشذًى
صيتكَ السَّاطعُ مِسكٌ أذفرٌ
بعدك الفنُّ يتيمًا قد غدا
وأغاني " فرانكوآرابَ " وما
أنتَ موسيقارُ كلِّ الشرق ِ ما
أعشقُ الفنَّ الذي خَلَّدتهُ
أنتَ "روميو" يرقصُ النيلُ حَوَا
"مصُر" َمن.ْ.؟ أنتَ الذي أترَعتهَا
"كيلُيُبترَا " انتظرَتْ فارسَهَاكلُّ فنٍٍّ بعدَ مثوَاكَ هبَاءْ
فوقَ هُدْب ِالشمسِِ َركّزتَ اللواءْ
كانَ في الشرق ِمِنارًا وضياءْ
شدوُكَ العذبُ وأنغام ُ الغناءْ
لذوي العشق ِ عزاء ٌ ورجاءْ
كمْ شجَا الأحرارَ .. كلَّ الشُّرَفاءْ
محِبٍّ ... لهُ عيدٌ وَهناءْ
هزَّه ُ فقدُكَ .. كم ذاقَ البلاء ْ
تُهْتَ شدوًا كلما يأتي المساء ْ
وبكاكَ النجم ُ واسْوَدَّ الفضاءْ
كلُّ حيٍّ سائرٌ نحو َ الفناءْ
إنما العيشُ صراع ٌ وبقاءْ
أينَ " آمونُ " وكلُّ الأقوياءْ
أين َ " أمَنْحُوتُ " وأينَ العظماءْ
وجهُ ربِّ العرش ِعنوان البقاءْ
لعيونِ ِالحور ِكمْ يحلُو الغناءْ
جَفَّتِ الأعينُ من فرط ِ البُكاء
جادَها الحُسْنُ وَرَّواهَا الحَيَاءْ
منبعُ الذكرى وأحلامُ الصفاءْ
هزَّها البَيْنُ وقدْ عَزَّ اللقاءْ
وظلالُ الفنِّ نورٌ وسَناءْ
أجملُ الحُبِّ عَطاءٌ ووفاءْ
ساعة ُ الوصل ِ ولا خُلدُ السَّماءْ
وتلظَّى.. ذابَ من طولِ ِالجفاءْ
يوم ِ أمضي وَيُوَافِيني القضَاءْ
وأنا للشعر ِ ربُّ وَسماءْ
أترع الشرقَ عطاءً وسخاءْ
وَشَذاهُ فاحَ في الغربِ رَخَاءْ
في ديار ِالعُرْبِ يا هَوْلَ الشَّقاء ْ
جَدَّدُوهُ لجنونٌ وهُرَاءْ
زلتَ ربَّ الفنِّ منْ غير مِرَاءْ
فهْوَ إلهَامي وروحي والرَّجَاءْ
ليْكَ والغيدُ ستشتاقُ الغناءْ
أمَلا ً عَذبًا وسحرًا ورُوَاء
فانْطَلِقْ للفجر ِ قدْ آنَ اللقاءْ