قالوا...
مررت على المروءة وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت كيف لا أبكي وقومي
جميعاً دون خلق الله ماتوا
مررت على الشجاعة وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت كيف والشجعان مروا
على المظلوم فابتسموا وفاتوا
مررت على العروبة وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاة
أجابتني بنظرات طوال
فإذ بالرد أبلغه السكات
مررت على الشهادة وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت بالمحاكم قول زور
وعند الحكم أهملني القضاة
مررت على المدارس وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت كيف والأخلاق ولت
كذا التعليم ليس له ثبات
مررت على الضمير وكان يبكي
فقلت علام ينتحب الضمير
فقال وكيف لا أبكي إني
بجوف الناس ممتهن حقير
أما تدري بقوم أكرموني
ببطن الأرض ما لهموا رفاة
فطفت على القبور عسى ألاقي
سبيلي إذ ألمت مشكلات
مكثت مع المقابر ساعتين
لعل النفس تأتيها الوفاة
فقلت :
مررتُ على الفضيلةِ و هي تبكي
فقلتُ : علَامَ تنتحبُ الفتاةُ ؟
فقالتْ : كيفَ لا أبكي و أهلي
جميعاً دونَ خلقِ اللّٰهِ ماتوا
ما للمنازلِ ؟ أصبحتْ ، لا أهلُها أهلي
و لا جيرانُها جيراني ، و باتُوا
لا نخوةَ و لا مروءةَ ، و الرجولةُ
بدَّلُوها ، و طابَ الهوانُ لهُم و الحياةُ
و غَدَا الشرفُ فيهِم مَوْؤُوْدَاً ، كما
صارتِ الدنيا و شهواتُهم فيها المماتُ
#الغرناطي " بتصرف "
وسوم: العدد 701