( إلى الصديق الحبيب الأديب سلامة أبو عيد المكنى أبا النور مع
الثناء على إشارته اللطيفة المؤثرة إلى قصتي " صديقي أبو الحناء " )
أبا النور ، والنورُ فيك صفاتٌ = تأصلن في فطرة شاعرهْ
قرأت كليماتِك الناضرات = فرفرفتُ في روضة زاهره
ففيها الشعور الصفِي العميق = وفيها شذا نفحة عاطره
أعادت لروحي زمانا بعيدا = لهونا بأفيائه الساحره
زمان الطفولة ذاك البريء = زمان الرؤى الحلوة الآسره
زمان الحنين لحلم جميل = نلاحقه في خطا صابره
وفي كل قلبٍ وثوقٌ جموح = بأنا ذوو قدرةٍ قادره
وأنا نُمينا إلى أمة = تسود بأنوارها السافره
نحس بأنا بنوها العظام = وأجناد دولتها الظافره
فهذا يحامي بحد الحسام = وهذا بأفكاره الباهره
تَصوَح يا صاحِ ذاك الزمان = وها نحن في مَهْمهٍ قافره
يقاتل فيها الشقيقُ الشقيقَ = ويُصميه بالطعنة الغادره
فهل كان وهما جمال الزمان ؟! =وهل نحن من أمة فاجره ؟!
تحارب قرآنها ضِلةً = وتوغل في الفتن الناحره
وأن العداوات فيها طباعٌ = تغلغلن في الفطرة الغائره ؟!
وكيف نحب جمال الحياة = ونصدح مع طيرها الصافره ؟!
فهذا الخواء المحيط بنا = خواء بأنفسنا الشاعره
وهذا اللهيب ، وهذي الدماء = عواصفُ في الأيكة الناضره
تحيل محاسنها بلقعا = تفجر بالقُبَح الساعره
فلا الطير تَسبَح في جوها = ولا الشعر بالصور النادره
فمن شاء شعرا، وشاء حياة = فهذان في الأمة العامره
ومن شاء موتا ، وشاء انخراسا = فهذان في الأمة الجائره