غريبٌ في بلادِ الموتِ ينتسبُ= وأهلُ الدارِ في التكوينِ قدْ سلبوا
تنادي تربةُ الهيجاءِ من ألم ٍ= يثورُ الحزنُ في الأضلاعِ والغضبُ
هوَ الترحالُ في صدرٍ مغاربُهُ= بصرّةِ ذكرياتٍ يُجهلُ السببُ
أيا وطنَ الكآبةِ كيفَ تملكُنا= وتُحملُ في الحقائبِ حينَ نغتربُ
نرى الأنجاسَ فوق الموتِ رقْصتهمْ= على دمِنا يباحُ الخمرُ والطربُ
تشرّدْنا بكلِّ الأرضِ يا وطني= وباعونا كلابُ العهْرِ والعربُ
هنا دوما وداريّاهنا درعا= هنا حمصٌ هنا نحيا هنا حلبُ
وديرُ الزورِ نائحةٌ على مُزق ٍ = تناجي من فراتٍ ههنا كسبُ
تبادُ الغوطةُ الخضراءُ شامخة ً= وصمتُ الذلِّ في الإحساسِ ينتحبُ
على وجهٍ سوادُ الخوفِ مرتهنٌ= على دربِ الضياعِ سواكَ يُحتسبُ
تمرُّ دقائقُ النسيانِ ناقوساً= يدقُّ أنينَ شوقٍ تَصرخُ الكتبُ
حكاياتٌ مضمّخة ٌ ألمْ ترفضْ!= لسيفِ الغدرِ والعذراءُ تُغْتصبُ
تفاصيلٌ وتدميرٌ ومجزرةٌ= وموجُ الخنْثِ يعلو يُجدبُ الخصِبُ
ضبابٌ فارغٌ يقسو بلا ردْعٍ = وخوفُ الصنْفِ يشكو يُخرسُ الطلبُ
عميقٌ يسرفُ الإسقاطَ في قرفٍ= يداعبُهُ الغريقُ ويسبحُ الجربُ
هواكَ ينازعُ الإنسانَ معذرةً= وروحُكَ أمُّنا الفيحاءُ و النسبُ
تفيضُ بحرقةِ الكلماتِ فاجعةٌ= ومحرقة ٌ تساومُ يُقبلُ العجبُ
ضريحُ الشعبِ في الأوطانِ مقبرةٌ= وثوبٌ فاقعُ الزهى كما يجبُ
نفوقٌ في الشعورِ يبيعُ أوردةً= إلى السلطانِ في الإذلالِ يُستلبُ
وتصبحُ غربةُ الأوطانِ عنواناً= هويّتُهُ جنونُ الذبحِ والكذبُ
نسافرُ في النقائصِ أين راشدُنا؟!= بفخْرٍ للمهانةِ كلُّهمْ غضبوا
مهمّشةٌ ضفائرُها تنادينا= فنُبعثُ من مآسينا ونلتهبُ
تقصُّ ذراعَنا المكسورَ في هزلٍ= وتسرجُ خيلَها المغمورَ ترتعبُ
هراءٌ يا خديجةُ ما يلاحقُنا= فنحنُ اللحظةُ الخرقاءُ والقشبُ
نطالُ مدىً على هاماتِنا حفرٌ= لنا في لفظةٍ ما قالتِ الخطبُ
تظلّلها رياحُ القهرِ في سمِّ= فينجو من مرارتِها وتكتسبُ
تساورُنا الشكوكُ بأنَّنا شعبٌ= يُصلّي والضريحُ تنيرهُ السحبُ
شآمُ حضارةُ الإنجابِ لو عقروا= ستشرقُ شمسُنا من جرحِنا اللهبُ
سلاماً من بلادِ الحبِّ في حربٍ= شعوبٌ منْ على التاريخِ قدْ كتبوا