نور الحنين
نَحْنُ الغَيَارَى وَرَوضُ الحُبِّ مَنْسَمُنَا
هَذي الحَيَاةُ بِطِيبِ الوَصْلِ نَحْيَاهَا
لَنَا قُلُوبٌ بِفَيْضِ الوِدِّ مُتْرَعَةٌ
فِينَا المَآثِرُ والإخْلاَصُ فَحْوَاهَا
لاَ نَنْكُسُ العَهْدَ بَلْ نُبْقي عَلَى مَدَدٍ
نُحِبُّ في الله لاَ أسبَابَ نَخْشَاهَا
كَانُوا وَكَانَتْ كَمَا الأَنْسَامِ عِشْرَتُهُمْ
وَلاَ بِيَومٍ مِنَ الأَيَّامِ نَنْسَاهَا
إلَى الَّتي أوْقَدَْتْنَا بَعْدَ فُرْقَتِهَا
نَارُ الصَّبَابَةِ أشوَاقَاً بِذكْرَاهَا
لَمْ يَخْبُ حُبّكِ مِنْ رُوحِي وَعَاطِفَتِي
بَلْ زَادَ حَتَّى وَجَدْتُ القَلبَ قَدْ تَاهَا
هَاجَتْ عَلَيَّ مِنَ التَّعْذيبِ عَاصِفَةٌ
شَقَّتْ إلَى الرُّوحِ في ِالأَضْلاَعِ مسْرَاهَا
تُذْكِي الحَنينَ بهَا نَارَاً وَتُضْرِمُهَا
لَقَيْتهَا لَيْتَني مَا كُنْتُ ألْقَاهَا
مَنْ يُصْلَ نَارَاً بِلاَ ذَنْبٍ وَلاَ سَبَبٍ
سَلُوا الزَّمَانَ فَهَلْ يَحْكي حَكَايَاهَا؟
لاَ تُحْرِقُ النَّارُ إلاَّ في مَواَضِعِهَا
وَالصَّبُ يَعْرِفُ وَالهَيْمَانُ مَعْنَاهَا
يَا ضَاحِكَ البَرْقِ فَالأَنْوَارُ خَافِتَةٌ
خُذ لَمْعَةَ النُّورِ فَيْضَاً مِنْ ثَنَايَاهَا
وَقُلْ لَهَا لَمْ تَغِبْ عَنْ خَاطِري أبَدَاً
وَابْذُرْ حُبَيْبَاتَ قَلبي عِنْدَ مَأوَاهَا
وَإِنْ رَأَيْتَ سُطُوعَ البَدْرِ مُكْتَمِلاً
فَحَيِّ بِالسّرِّ عَنِّي وَجْهَ لَيْلاَهَا
أبْلِغْ غَزَالي بِأنَّ القَلْبَ مُنْفَطِرٌ
أوْرَثْتِني منْكِ إلاَّ الدَّمْعَ وَالآهَا
وسوم: العدد 714