حَالٌ سَرمديّةٌ
مرّتِ الأَيّامُ تبني العُمرَ ,
أدراجاً من الأعوام نعلوهَا
يؤاخينا الظلامْ.
كلُّ عامٍ يستلف من آخرٍ,
زِيَّ العُبورِ يَرتَديهِ
والتَّشابُهُ سرمَديٌّ,
والوُجوهُ تحتذي فعلَ النّعام .
طَلَّ عامٌ ولّى عامٌ صنو آتٍ ,
مُثقلُ الآلام يبكي ,
وصروف الامس تقسو كل عام .
سَئمتْ منّا السنون ُ
مَلَّنا الماضي الأليفُ
قد حَلبناه وجفَّ صار يدعو للفطام .
الخصَام ُدائمٌ يَطغى علينا ,
والدماءُ كأسَ خَمرٍ نحتسيهِ
فوق نارِ الانقسام.
ألعروبةُ أدمنتْ ذُلاً وقهراً ,
وارتدتْ ثوب السجين ,
تحت اسياط العِظام .
والخِصامُ صَارَ حرباً ودماراً,
صار ناراً من غباءٍ
صارَ وحشاً يقضُم اللحمً,
بأنيابِ الزؤام.
التهاني أضجرتنا,
والآمال خيِّبتنا ,
والمآسي لاحقتنا ,
مزَّقوا الإسلامَ أشلاءً وكالوا
للغريبِ الاتهام,
العداءُ اخويٌّ , والقتالُ عربيٌّ,
والخلافُ دائريٌّ,
والزّعامةُ خلفها شعبٌ
يُداوي خوفَهُ بالإحترام.
لَيْتَهُ عامٌ يَهِلُّ مثل بَدرٍ ,
يَحْرِقُ ثَوبَ الظَّلَام ,
ثُمَّ َيكَسَى الأرضَ ثَوْبَاً مِن وِئَام .
أَو يُفَاجِئنا كمالُ الإنسجام.
إِنَّمَا لَا عامَ في الشَّرْقِ استَقام .
يسحَبونَ الأرضَ من تحتِ الوُجودِ ,
والزعَامَاتُ نِيامٌ ,
إن صَحُوا قالوا حَرام
ثم عادوا لاشتهاءِ الإحتلام .
وسوم: العدد 716